يا نبعُ قلبي ..!!.؟ شعر وديع القس
سكبتُ دمعيْ على الينبوعِ مُفتَرِقَا
على فراقٍ مريرُ الطّعمِ والمذقَا
ففاضَ دمعهُ سيّالا ً يعاتبُنِي
وفي خريره ِ صوتُ الّلوم ِ مُنفلِقَا
تبعثرتْ كلماتيْ وهيَ تنحَبِسُ
والصّوتُ منْ حشرجاتِ الغمِّ مُختَنِقَا
على وداع ٍ أتى في غيرِ موعده ِ
كهاجسِ الموت ِ فوقَ الرّوحِ مُنصَعِقَا
يا نبعُ في بعدِكَ الأسقامُ تقترِبُ
والجّرحُ يتّسعُ ، والغمُّ مُرتَفِقَا
يانبعُ قدْ حلّتِ الآلامُ تلفحُنِي
منكَ الدّموعُ ومنِّي القلبُ مُنفَلِقَا
يا نبعُ منْ خدِّك َ الورديِّ تنفجِرُ
روائحُ الأهلِ والخلّانِ والرّفقَا
وفي خريركَ لحنُ الحبُّ والغزَلِ
والطّيرُ يألفه ُ، بالفجر ِ والغَسَقَا
الأمُّ والولدُ ، والحبُّ يجمعُهَا
فكيفَ ينكرُ طفلٌ أمّهُ العرِقَا ..؟
ومن خدودكَ صوتُ الّلحن ِ يمنحُنِي
صبرَ التنائي على الإبعاد ِ والزّهَقَا
يا نبعُ هبْ ليْ نسيما ً كانَ عافيتِي
فالبعدُ أضحى وبالا ً دائمُ الأرقَا
يا بلسمَ الرّوحِ كمْ كانتْ بنائبة ٍ
عندَ الوداع ِ بطعمِ الموتِ مُلتصِقَا ..؟
تركتُ أفئِدَتِي ، والجّسمُ مُبتَعِدٌ
والرّوحُ تبقى معَ الأحلامِ مُلتَحَقَا
يا نبعُ قلْ ليْ: بما تحويهِ من عذب ٍ
هلْ غادرتكَ طيورُ الحبِّ والعَشَقَا ..؟
يا نبعُ قلبي منَ الأشواقِ مُحترِقَا
والرّوحُ قدْ شقَّهَا الإبعادُ مُؤتَرِقَا
صفراءُ غُربَتِنَا ، والجّارُ مُغترِبٌ
حتّى الزّهورُ بها ، لا تألِفُ الورَقَا
يا نبعُ هلْ لي منَ الذرّات ِ أشربهُ
تشفي الغليلَ منَ التّرحالِ والفرقَا
ورشفة ٌ من دفاق ِ العذبِ أخلطهُ
في كأسِ خمريْ ولحنُ الطّيرِ مُنطَلِقَا
تسموْ على الوصفِ كيفَ الوصفُ ما كُتِبَ
وترتقيْ سلّم َ الخيلاء ِ ما سَمَقَا ..!!.؟
يا نبعُ هبْ لي نسيما ً كانَ يُسعِفُنِي
في غمرةِ الحزنِ والآلام ِ والقلَقَا
أينَ الأهلّةُ والأفراحُ والطّربُ
أينَ الجمالُ وأينَ الحبُّ والعشقَا..؟
أينَ الطّيورُ الّتي في شدوِهَا حنَنِ
والزّهرُ يألِفُهَا ، بالفجرِ والغسَقَا ..؟
أينَ العيونُ الّتي كانتْ ترافِقُنِي
أينَ الزّنودُ الّتي من جودِهَا الغدَقَا
هلْ ليْ بجرعةِ ماء ٍ منكَ أشربُهَا
تكوي الجراحَ وتشفي الغلَّ والسّمَقَا..؟
يانبعُ لا تشتكيْ منْ بعدِنَا ألما ً
لا زلتَ تسرِيْ معَ الشِّريان ِ مُندَفِقَا
يا نبعُ لا تحسبَ الغربةَ الصفراءَ هجرتِنَا
فالموتُ أولى منَ الهجران ِ والفرقَا
كُنتَ الحبيبُ ولا زالتْ بأورِدَتِيْ
دفءُ الحنين ِ إلى لُقياك َ مُحترِقَا ..!!
وديع القس ـ 29 . 6 . 2015