أرى الشّعراءَ مملكةَ السّماءِ
بهم كلُّ المروءةِ و الوفاءِ
متى قَصدوا المديحَ و ما حواهُ
بِرَفْعِ مديحهم و إلى السّماءِ
و إنْ هم آثَروا هَجوًا تراهم
بقارعةِ الطّريقِ مِنَ الرّياءِ
كأنَّ بهم جنونَهمُ المُعاني
و تَحْسَبُهم شياطينَ الفضاءِ
لهم سُبُلٌ سيَصْعُبُ أن نعيها
فكلُّ دروبِها بُرَكُ اشتهاءِ
أرى الشّعراءَ إنْ صَدَقوا بقولٍ
و جادوا بوصفِهم كالأنبياءِ
و إنْ كَذِبوا و بالَغوا في نِفاقٍ
أبالسَ عصرِهم و بِلا حَياءِ
فأنقى الشّعرِ ما بلغَ العقولَ
جمالُ بهائِهِ برؤى الضّياءِ
و إلّا فالكلامُ بِلا شعورٍ
و منطقُهُ الغباءُ بِلا ذكاءِ
أقولُ كشاعرٍ جمعَ انطباعًا
و لا يحتاجُ ينظرُ للوراءِ
خظوظُ العقلِ يعرفُها الجميعُ
و روحُ الشّعرِ تهتفُ بالغِناءِ
فَكُنْ يا شاعرَ الألفاظِ حُرًّا
و كُنْ بالنّفسِ أنقى الأنقياءِ.