وِقفةُ الشّعراء
شعر/ فؤاد زاديكه
قِفْ بالكرامةِ وِقفةً عَصماءَ
و اكتبْ بحرفِكَ شيمةً سمحاءَ
إنّ الحياةَ مواقفٌ لشهامةٍ
رسمتْ ملامحَ رفعةٍ شمّاءَ
لا تَكتَرِثْ بنباحِ شرذمةٍ ترى
منكَ الصّراحةَ علّةً خَرقاءَ
حارتْ بنبلِكَ و ابتنتْ أوهامَها
جاءتْ تُخَلِّفُ عنزةً جرباءَ.
قِفْ بالمناعةِ واثِقًا متصدّرًا
صدرَ الوجاهةِ عزّةً غَرّاءَ
و لأنّ موقفَكَ العزيزَ مؤثِّرٌ
و لأنّ سمعتَكَ انتشتْ بيضاءَ
و لأنّ شهرتَكَ استقامتْ موقفًا
عَرفوا بها الإصباحَ و الإمساءَ
و لأنّ علمَكَ في بهاءِ عطائِهِ
و لأنّ قامتَكَ الرّشيقةَ زيّنتْ
جعلتْ ربيعَها حُلّةً خضراءَ.
موتُ الكريمِ كرامةٌ مشهودةٌ
و بها القيامةُ, عايِنوا الشّهداءَ
أخطأتَ ظنَّكَ بالدُّعاءِ لخيبتي
فالجهلُ يجهلُ وعيُهُ الشّعراءَ
فإذا اقتضتِ الضّرورةُ أعتموا
فجرًا و أشرقوا عتمةً ظلماءَ
فهمُ الحياةُ على جميعِ فروعِها
و همُ الشّبابُ تجاهلوا الأعباءَ
رسموا الحياةَ جميلةً بيراعِهم
تركوا انطباعَ مسرّةٍ و هناءَ
طبعوا مظاهرَها بنطقِ حروفِهم
و بها الرّضى قد أوصلوهُ ثناءَ.