عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-03-2021, 08:55 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,010
افتراضي

"روظيّةْ بَحْرِة الخَطِيَّةْ"
بقلم/ فؤاد زاديكى


هذا المثل الأزخيني - الدّيركي هو أحد الأمثال ذات الطابع الدّيني و الصّبغة الإيمانيّة التي كان يتمتّع بها أهل آزخ في الزمن القديم, و ظلّت تلازمهم بعد انتشارهم في أماكن مختلفة من العالم و خاصّة في مجتمع الجزيرة السورية حيث تقع بلدتنا الحبيبة (ديريك) و قصة هذا المثل واردة في الإنجيل و هي تتحدّث عن الأحداث التي سبقت و رافقت قطع رأس مار يوحنّا المعمدان الذي منع على هيرودس زواجه من زوجة أخيه, لكون ذلك مخالف للشرع و القانون. و القصة يمكن تلخيصها فيما يلي:
"ولكنْ لما سمع هيرودس قال هذا هو يوحنا الذي قطعت أنا رأسه. إنَّه قام من الأموات" لأنّ هيرودس نفسه كان أرسل و أمسك يوحنا و أوثقه في السجن من أجل هيروديا (روظيّة)امرأة فيلبس أخيه إذ كان تزوّج بها و هيروديا هي امرأة يهودية ابنة أرسطوبولس، و حفيدة هيرودس الكبير. و أخت هيرودس أغريباس الأول. تزوّجت هيرودس ابن هيرودس الكبير و مريمنة و يسمّى في الإنجيل فيلبّس و لكنّها طلّقته و تزوّجت من أخيه فقام يوحنّا المعمدان بتوبيخها و التنديد بعملها المشين و غير القانوني و غير الأخلاقي ممّا جعلها تمتعض لذلك كثيرًا فحرّضت ابنتها سالومة على طلب رأس يوحنّا من زوجها فقتله زوجها و بقيت هيروديا مع زوجها هيرودس أنتيباس حتّى بعد نفيه إلى ليون و سكنت معه هناك. و لأنّ يوحنا كان يقول لهيرودس لا يحلّ أن تكون لك امرأة أخيك. فحنقتْ هيروديا عليه و أرادت أن تقتله و لم تقدرلأنّ هيرودس كان يهاب يوحنا عالمًا أنّه رجل بارّ و قدّيس و كان يحفظه. و إذْ سمعه فعل كثيرًا و سمعه بسرور. و إذ كان يوم موافق لما صنع هيرودس في مولده عشاءً لعظمائه و قوّاد الالوف و وجوه الجليل دخلت ابنة هيروديا و رقصت فسرّت هيرودس و المتكئين معه. فقال الملك للصبية سالومية مهما أردت اطلبي مني فأعطيك. و أقسم لها:" إنّك مهما طلبت مني لأعطينّك حتى نصف مملكتي" فخرجت و قالت لأمّها ماذا أطلب. فقالت رأس يوحنا المعمدانفدخلت للوقت بسرعة إلى الملك و طلبت قائلةً أريد أن تعطيني حالًا رأس يوحنا المعمدان على طبق, فحزن الملك جدًا, و لأجل الأقسام التي أقسم بها أمام المتكئين لم يردْ أن يردّهافللوقت أرسل الملك سيّافا و أمر أن يُؤتى برأسه. فمضى و قطع رأسه في السجنو أتى به على طبق و أعطاه للصبية سالومية و الصبية أعطته لامّها. و لما سمع تلاميذه جاءوا و رفعوا جثته و وضعوها في قبر كما جاء في إنجيل مرقس 6: 16-29.

و على الأغلب يضرب هلازخ و أهل ديريك هذا المثل في الفتاة غير المؤدّبة و الشّريرة التي تجلب العار لأهلها أو تثقل عليهم عيشتهم و تحرجهم أمام الناس بسبب قلّة أدبها و طيشها. و(روظيّة) هي هيروديا أم سالومية التي طلبت من ابنتها أن تطالب بقطع رأس يوحنا المعمدان. وبَحْرِةْ أي بُحَيرةو الخَطِيَّةْ هي الخطيئة. و يكون اكتمال معنى المثل بأنّ الإنسانة المضروب بها المثل هي بمثابة بؤرة شرّ و فساد و بحيرة آسنة من الإثم و الضّلال. و هي صفة ذميمة و رذيلة و منبوذة في المجتمعات الانسانيّة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس