هذا التحليل غير دقيق بجملته و تفصيله فهو بعيد عن المنطق. حركة حماس الإرهابية هي لا تخدم قضية فلسطين و لا شعبه لانّها تقوم بخدمة أجندة خارجية تقودها إيران لخلخلة الوضع العربي و خلق انقسامات فيه. فمتى كان الفرس يعملون لصالح العرب؟ هل سألتم أنفسكم هذا السؤال؟ أنتم منساقون للدعاية الإعلامية القومجية و التي فشلت منذ عشرات السنين فهي التي جرّت الخراب و الدمار إلى المنطقة و تسببت بأربعة حروب خاسرة مع إسرائيل. أنتم تنقادون وراء العواطف الجيّاشة و هذه لن تقدم حلولًا بل تزيد في التعقيد. بالعقل فقط يمكن تقييم الأمور. إنّ ما قامت به حماس في السابع من شهر اوكتوبر كان خطيئة استراتيجية لا تغتفر و من عادة العروبيين الّا يعترفوا بأخطائهم، بل أكثر من ذلك إنّهم يصوّرون الهزيمة نصرًا و هنا لا يمكن فهم العقلية العربية المنفصلة و المنفصمة عن الواقع.
عزيزي لقد كتبت حماس نهايتها بما فعلته و سوف تتسبب بمقتل عشرات الآلاف من الغزاويين في غزة و فلسطينيين في أماكن أخرى فهل هذا هو النصر الذي تتحدّثون عنه او تريدونه؟ هل زهق هذه الأرواح و التدمير الهائل في المباني دليل نصر؟ عن أي نصر واهم تتحدّثون؟ سوف يتمّ القضاء قضاءً مبرمًا على حركة حماس الإخونجية و سوف يرتاح منها شعب غزة الذي يعاني من ظلمها و تعدياتها الأمرّين. شعب غزّة كان يعيش تحت أسر حماس له و هي اليوم تستخدمه كدروع بشرية حين تقوم بقصف إسرائيل من المستشفيات أو بجانبها أو المساجد و المدارس و الكنائس، حماس تتقصّد قتل شعب غزة حين تقيم انفاقها تحت المستشفيات و تستغل وقود المستشفيات لآلتها الحربية. عليكم أن تكونوا و لو للحظة منطقيين في تقييمكم لما جرى و يجري. بعد الآن لن يكون هناك شيء إسمه حماس في غزة و سوف أذكّركم بالقريب العاجل بما اقوله الآن و لعلّ الذكرى تنفع المؤمنين. قد يهبّ عليّ غبار محتج من هنا و سخافة كلام واهم من هناك ليتحدث بأسلوب إنشائي مطوّل يظهر فذلكة ردّ باهت هو نفسه غير مقتنع به. ما يجري على الأرض سوف يكون كلام المنطق فنهاية حماس باتت على هذا المحك. كفاكم توهّمًا فلا تستطيع دولة عربية واحدة أن تقدم على أيّة مغامرة عسكرية ضد إسرائيل حتى إيران التي أمرت بهذا هي اليوم تقوم بدور المتفرّج على الدماء التي تسيل في غزة و هي اجبن من أن تخوض حربًا بنفسها مع إسرائيل. أي نظام عربي يتحرّك الآن ضد ما يجري يدرك أنّ بتحرّكه ستكون نهايته.، لهذا لن يجرؤ أيّ نظام عربي على إعلان الحرب و تكتفي هذه الأنظمة بالشعارات الطنّانة للاستهلاك الشعبوي و بعبارات الشجب و التأييد و المطالبة بوقف الحرب. إنّ مشكلتكم الكبيرة كشعوب عربية لا تستطيعون فهم الأمور كما هي و ليست لديكم رؤية منطقية عقلانية بل عاطفية مشاعربة لن تستطيع فعل أيّ شيء، حتّى في تحليلاتها تكون خاطئة و غير قادرة على التحليل السليم. لقد علت أصوات المسلمين و العرب بقول الله أكبر عندما اخترقت حماس غلاف غزة دخلت اراضي إسرائيل، كدليل انتصار فماذا تسمعون اليوم؟ أليس عبارات لا حول و لا قوة إلّا بالله؟ أو حسبي الله و نعم الوكيل؟ هذه كلّها عبارات الامنهزام و الخيبة و قلّة الحيلة و شعور الإحباط. لكنّكم عرب و متعوّدون على هذا. و لن يكون نصيبكم غير الفشل و المزيد من الفشل. انتم شعوب لا تعيش في واقعها، لأنّها لا تٌحسّه كما يجب فهي تعيش على أوهام بالية. نصيحتي لكم فكّروا بشيء من العقلانية، فهذا ما يمكن أن ينفعكم بشيء. و صدق محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية حين قال و بصراحة إنّ حماس لا تخدم قضية شعب بل هي تخدم مصالحها و لا يهمّها لو مات شعب غزّة كله تحت القصف، فاسماعيل هنيّة قال هذا و قاله ايضًا خالد مشعل. أيّ المهمّ أن تكون ما يسمّى بالمقاومة بخير، أمّا شعب غزة فلا يهمّ إن كان بخير أو لم يكن براي حماس الإرهابية و قادتها الإخونجية القتلة.