شاعِرٌ غَيرُ شاعِرٍ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
إذا حاوَلْتَ تَقْيِيدَ المَشَاعِرْ ... بِنَظمِ الشِّعْرِ, مَا تُدعَى بِشَاعِرْ
هِيَ الأفكارُ مثلَ الزّرعِ تَنمُو ... لِذَا كُنْ بِالتَّعَاطِي جِدُّ مَاهِرْ
و إلَّا لنْ يكُونَ الشِّعرُ حَيًّا ... بِهِ روحٌ و إحساسٌ و خَاطِرْ
تَعَلَّمْ أنّ فِكرَ المَرءِ حُرٌّ ... و لو حاوَلْتَ لَجْمًا, أنتَ خَاسِرْ
لِكَي تُرْضِي نِظَامًا مُسْتَبِدًّا ... بِتَلْفِيقٍ و كِذْبٍ مثلَ تَاجِرْ
يَخُونُ الشَّعْبَ مَنْ يَسْعَى لِهَذا ... و عَيْبٌ, كُلُّنَا مِنْ هذَا سَاخِرْ
فَمَا مِنْ شاعِرٍ فيهِ ضَميرٌ ... لهُ بعضُ احْتِرَامٍ أو مَشَاعِرْ
يَغُضُّ الطَّرْفَ عَنْ جُورٍ و ظُلْمٍ ... و عَمَّا حَاصِلٌ, و الأمرُ ظَاهِرْ
إذا ما لمْ تَكُنْ حُرًّا, فهذا ... سَيُبْقِي كُلَّ جَهْدٍ مِنْكَ عَاثِرْ
تَمَرَّدْ و انْتَفِضْ في وجهِ ظُلْمٍ ... و عَبِّرْ صَادِقًا, أنتَ المُغَامِرْ
حَذَارِ مِنْ وُلُوجِ الخَوفِ بابًا ... فَهَذا اِنْتِحَارٌ, مَا تَفَاخُرْ
بِصِدْقٍ مُؤسِفٌ جِدًّا عَزِيزِي ... أَتَدْرِي وَقْعُ هَذَا الخَوفِ قَاهِرْ؟