أحبتي الذين شاركوا في الحوار
أشكر لكم روح التجاوب الطيّب الذي لمسته من الجميع وكما قالوا من قبل ونقول معهم: إن الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحيّة ومحمودة وتدلّ على عمق في التفكير واحترام لرأي الآخر ومن الخطأ اعتبار الاختلاف في وجهات النظر سببا لخلاف أو هو خلاف من أي نوع ما, فالرب خلق البشر دون سواسية ولكل فرد ككائن اجتماعي تكوينه الخاص والذي يبلوره من خلال معايناته للحياة واكتسابه للخبرات ولجوانب التثقيف التي ينهل منها, ويكون تكوين الشخصية دليلا حيا على مدى الوعي وروح التفهّم لدى هذا الشخص, ولكي يحترم رأينا علينا أن نحترم آراء الآخرين وإلاّ فهم أيضا ليسوا ملزمين أبدا باحترام آرائنا.
إني سعيد جدا بأن كلاّ منّا قال كلمته بحرية وعبّر عن وجهة نظره بالروح والتعبير اللغوي الذي يمكّنه من ذلك, لذا فمن رأي أن نعتبر هذا الباب قد أغلق وهذه الصفحة قد طويت دون أن نبقي في نفوسنا رواسب أو بقايا قد تتفجّر في مواضع أخرى تجمعنا فيها مشاركة ما. إني لعلى ثقة من أن خلقكم النبيل و طبعكم الكريم سوف يجعلانكم - ككلّ - على بيّنة من أمر واحد ومهمّ يقع تحت مسمّى: أننا عائلة واحدة هنا وأن الاختلاف في الآراء قد يظهر في العائلة الواحدة وتبقى العائلة مع ذلك تسعى إلى أن تقدّم للآخرين صورة حضاريّة عنّا, وعن طريقة تعاملنا ونوعيّة تفكيرنا, وكما تكرّم الأستاذ بسّام وقال: إن هذه المنتديات فيها الكثير من الرقي وهذا بالتأكيد ناجم عن الجهد العظيم الذي تبذلونه, فلنترك انطباعاً طيّبا علينا لدى الآخرين لكي نفرض عليهم احترامنا وإلاّ فهم سيسخرون منّا بكلّ تأكيد.
إلى الجميع شكري وتقديري وأحترم كلّ الآراء الشخصيّة دون استثناء لكني أفضّل أن نحترم بعضنا أكثر وأن نترفّع عن الانحدار إلى مستوى مبتذل من الكلام لا يفيدنا في شيء. مرة أخرى أشكر الجميع على سعة صدورهم وكبر عقولهم وعلى شعورهم الصادق بالمسؤولية. ودمتم جميعا بخير وأتنمى أن تكون هذه الغمامة قد زالت من سماء نفوسكم وانجلت عن عالم عقولكم ولنظلّ جميعا على ما نُحسد عليه من التفاهم والمحبة والالتزام والوعي, وليس لنا فوز بغير هذه الأمور.
|