دُرَرُ الجمالِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يا راغبًا دررَ الحياةِ بِسِحرِها ... البحرُ يزخرُ في بواطنِ سِرِّها
يا سائِلًا عنها، لِنَيلِ عطائها... في عمقِ فلسفةِ الحياةِ، و بحرِها
تَجِدُ المُؤمَّلَ في بواعثِ لُجَّةٍ ... فمراكبُ الأحلامِ مَبعثُ فجرِها
تأتي بنا الأفراحُ، ثمّ تَمُرُّنا ... و تطوفُ بالأحزانِ، عندَ مَمَرِّها
و العمرُ يسبحُ كالنّسيمِ، إذا سَرَى ... في ليلِ صيفٍ يَستلذُّ بِعِطرِها
فالعيشُ وجهُ البحرِ في أطوارِهِ ... يحلُو إذا ما الطّيبُ كانَ بِخِدرِها
و العيشُ مثل الرّيحِ في إقبالِه ... يسعى لِوصلِها كي يفوزَ بِخصرِها
فاحملْ سفينَتَكَ، الحكيمةَ و اقتَرِبْ ... مِن شاطئِ الرّضوانِ، موضعِ خِدرِها
و اجعَلْ مِنَ الإيمانِ وحيَ سلامةٍ ... حيثُ التقاءُ الدّهرِ مِنكَ بِدَهرِها
و تَعَلَّمِ الإبحارَ وفقَ قناعةٍ ... تَجِدُ التّمَتُعَ في مَبَاسمِ ثغرِها
فالنّفسُ تَرقَى باليَقينِ، و تَزدَهي ... و الرُّوحُ تَسعدُ في لآلئِ بدرِها
دُرَرُ الجمالِ على عرائشِ مجدِهِ ... نَظَمتَ قصائدَ سحرِها بِمَقَرِّها
المانيا في ٣ حزيران ٢٤