مشاركتي على برنامج بوح الصورة و فقرة القلوب في أكاديمية العبادي للأدب و السلام تقديم الاستاذة جنة الأشعار
القلوبُ و ما لها
بقلم: فؤاد زاديكى
لِلْقَلْبِ شُجُونٌ وَشُؤُونٌ تَجْعَلُهُ يَحْمِلُ الكَثِيرَ، وَيَتَحَمَّلُ الكَثِيرَ. فَفِي ثَنَايَا هَذَا العُضْوِ الصَّغِيرِ، تَتَرَاكَمُ الأَحْلَامُ وَالذِّكْرَيَاتُ، وَتَنْبُضُ الآمَالُ وَالآلَامُ. القَلْبُ يَسْتَجِيبُ لِكُلِّ هَمْسَةٍ، وَيَتَفَاعَلُ مَعَ كُلِّ نَظْرَةٍ، كَأَنَّهُ مَلْعَبُ العَوَاطِفِ وَمَسْرَحُ الأَحَاسِيسِ.
يَحْمِلُ القَلْبُ فِي طَيَّاتِهِ أَثْقَالَ الحُبِّ وَالفِرَاقِ، وَيَتَحَمَّلُ أَوْزَانَ السَّعَادَةِ وَالحُزْنِ. يَنْفَعِلُ القَلْبُ بِكُلِّ مَا يُحِيطُ بِهِ، وَيَتَأَثَّرُ بِكُلِّ مَا يَمُرُّ عَلَيْهِ، فَتَجِدُهُ يَفْرَحُ كَالأَطْفَالِ، وَيَبْكِي كَالكِبَارِ.
هَذَا القَلْبُ، وَإِنْ كَانَ صَغِيرًا، إِلَّا أَنَّهُ مَخْزَنٌ لِلأَحَاسِيسِ، وَمَأْوًى لِلْمَشَاعِرِ. فِي كُلِّ نَبْضَةٍ، تَتَجَسَّدُ قِصَّةٌ، وَفِي كُلِّ دَقَّةٍ، تَكْمُنُ حِكَايَةٌ. القَلْبُ يَتَحَمَّلُ الصِّعَابَ، وَيَصْمُدُ أَمَامَ المِحَنِ، وَيُشْعِلُ فِي أَحْلَامِنَا شُعْلَةَ الأَمَلِ.
إِذَا مَرَّتْ عَلَيْهِ اللَّيَالِي الطِّوَالِ، وَأَثْقَلَتْهُ الهُمُومُ وَالأَحْزَانُ، فَإِنَّهُ يَجِدُ فِي كُلِّ طَلْعَةِ شَمْسٍ بَدْرًا جَدِيدًا، وَفِي كُلِّ زَفْرَةِ رِيحٍ نَسِيمًا مُنْعِشًا. هَذَا القَلْبُ، بِنَبْضَاتِهِ وَأَحَاسِيسِهِ، يَبْقَى دَائِمًا نَبْعَ الحَيَاةِ، وَمَصْدَرَ القُوَّةِ وَالإِيمَانِ.
المانيا في ٢٠ تموز ٢٤