قَولُ الحقيقةِ واجبٌ بقلم: فؤاد زاديكى
قَولُ الحقيقةِ واجبٌ
بقلم: فؤاد زاديكى
لو كانت الإساءة، التي تمّ توجيهها للمعتقد المسيحيّ، في أولمبياد باريس ٢٤ موجّهةً للمعتقد الإسلامي أو لرموزه، لكنّا رأينا تفجيراتٍ و اعتداءاتٍ و أعمال طعنٍ و شغبٍ و حرق و تدمير أملاك عامّة و خاصّة من قبل إسلاميين في أماكن مختلفة من العالم و في فرنسا خاصّةً، و تصرّف المسيحيين على هذا النّحو المتحضّر و المسالم يدلّ على أمور كثيرة، سنأتي على ذكرها. أجل قامت هناك مسيرات و تجمّعات احتجاجية على ما جرى، و هذا حقّ مشروع، إلّا أنّها جميعًا كانت مسالمةً و سلميّةً، ضمن إطار المعقول و المنطق، فهي لم تتعرّض بالضّرر لمنشآت و مؤسسات و لا أملاك عامّة أو خاصّة. أمّا أسباب ذلك كثيرة سنذكر البعضَ منها:
الأوّل: أنّ ربّ المسيحيّين ليس ضعيفًا، ليقوموا بالدّفاع عنه و بنصرته، على غرار ما يفعله الآخرون، فهو قادر على الدّفاع عن نفسه، دون تدخّل إرادة أو دعم بشريّ.
الثّاني: أنّ المسيحيّين يؤمنون بحرّية الرأي و حقّ كلّ إنسان بالتّعبير عن معتقده و رؤيته للأمور بكلّ حرية دون قمع أو تكفير أو غير ذلك، حتى لو خالف ذلك معتقدهم، فالآخرون أحرار بالإعلان عن رأيهم و هو حقّ مشروع.
الثّالث: أنّ المسيحيّين مسالمون، بدافع تعاليم المحبّة، التي يستلهمونها من تعاليم الكتاب المقدس، و هي تعاليم الربّ يسوع، له كلّ المجد، إنّها تدعو، و بكلّها، إلى التّسامح و المحبّة و السّلام.
الرّابع: أنّ المسيحيّين عقلانيّون، لا ينقادون للعاطفة الهوجاء و العمياء، التي تسدّ كلّ منافذ العقل، فيصبح الإنسان معها عبدًا خاضعًا لتلك العاطفة، التي تقوده إلى الدّمار و الخراب و الفشل الخ...
الخامس: أنّ المسيحيّين يستطيعون الفصل بين الدّين و بين متطلّبات الحياة الاجتماعيّة، لهذا هم يتصرّفون برويّة و حكمة و تعقّل و اتّزان و هدوء و وعي مع مثل هكذا سلوكيّات، حتّى لو مسّت مشاعرهم أو أساءت لمعتقدهم، كما حصل في أولمبياد فرنسا ٢٤.
السّادس: و الأهمّ، هو أنّ المسيحيّين لا يؤمنون أصلًا بمبدأ العنف كحلّ للمشاكل، و هم لا يلجؤون إليه، لأنّه مبدأ خاطئ، و غير عادل و لا مُحِقّ، لأنّه من فعل إبليس، و هو أبو الشّرور. هم بعيدون عن مثل هذا السّلوك المتهوّر، الذي يقود إلى الجريمة و القتل.
المانيا في ٢ أيلول ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 09-08-2024 الساعة 06:13 AM
|