الحُبُّ الحَقيقِيُّ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
عِنْدَمَا لِلْحُبِّ أَمْرٌ ... لَا أَرَى إِلَّا بِقَلْبِي
بَيْنَمَا لِلْعَيْنِ يَبْدُو ... سِحْرُهَا، يُودِي بِلُبِّي
غَيْرَ أَنِّي فِي شُعُورِي ... غَائِصٌ فِي بَحْرِ حُبِّي.
لَا نَرَى بِالْحُبِّ عَيْبًا ... لَا قُصُورًا، إِذْ نُخَبِّي
كُلَّ مَا فِي نَحْوِ هَذَا ... تِلْكُمُ أَطْبَاعُ صَبِّ
لَا يَرَى إِلَّا كَمَالًا ... دُونَ نُقْصَانٍ، وَرَبِّي
قَدْ قَرَأْنَا، وَاسْتَمَعْنَا ... قَدْ خَبِرْنَا كُلَّ ضَرْبِ
مِنْ فُنُونِ الْعِشْقِ، سَارَتْ ... كُلُّهَا فِي ذَاتِ دَرْبِ
يَشْعُرُ الْمَحْبُوبُ وَقْعًا ... مِنْ مَدًى سَاقٍ لِهُدْبِ
كُلُّهُ يَسْعَى وِصَالًا ... رَاغِبًا مِنْهُ بِقُرْبِ
مُبْعِدًا هَمًّا ثَقِيلًا ... ضَابِطًا إِيقَاعَ قَلْبِ
مُشْعِلًا مِنْهُ الْأَمَانِي ... فِي هَوًى شَرْقٍ وَغَرْبِ
هَكَذَا الْحُبُّ يَبْدُو ... فِي عَطَاءَاتٍ لِخِصْبِ
إِنَّهُ يَسْمُو جَمِيلًا ... غَيْرَ هَيَّابٍ بِصَعْبِ
ذَلِكُمْ حُبٌّ حَقِيقِيٌّ ... بِهِ عَذْبٌ بِعَذْبِ
أَلْمَانِيَا فِي ١٦ آب ٢٤