القصيدة "كُلُّ هذا الحُبِّ" للشاعر السوري فؤاد زاديكى تعبّر عن عمق مشاعر الحب وارتباطها بالأمل والوفاء والإخلاص. وسأحللها بيتًا بيتًا مع التركيز على الصور البلاغية، والأساليب اللغوية، والمضمون.
### البيت الأول:
**كُلُّ هذا الحُبِّ يَعْنِي ... أنّكَ المُغرِي بِفَنِّ**
- **التحليل**: يبدأ الشاعر بتوضيح عمق الحب، مستخدمًا أسلوب التأكيد "كُلُّ هذا الحُبِّ" للدلالة على الشمولية. ويشير إلى أن المحبوب هو مصدر هذا الفن (الحب) المغري.
- **الصور البلاغية**: الصورة هنا بصرية وحركية، حيث يمكن تخيل الحب كفن جميل يجذب النظر والإعجاب.
- **التشبيه والاستعارة**: "المُغرِي بِفَنِّ" تشبيه للمحبوب بالفنان الذي يجذب الناس بفنه.
### البيت الثاني:
**ما يَكُونُ الامرُ حٌكمًا ... وَاقِعٌ بالحُبِّ، أَعْنِي**
- **التحليل**: يؤكد الشاعر أن الحب ليس حكمًا قسريًا، بل هو واقع طبيعي يحدث تلقائيًا.
- **الصور البلاغية**: الصورة هنا ذهنية، فالشاعر يرسم فكرة أن الحب ليس قرارًا أو حكمًا، بل حالة وجدانية.
- **الأسلوب**: أسلوب تأكيد وإيضاح.
### البيت الثالث:
**كم جميلٌ في عَطاءٍ ... كم مَلِيءٌ بِالتَّمَنِّي**
- **التحليل**: يتحدث الشاعر عن جمال الحب في العطاء وما يحمل من أماني وآمال.
- **الصور البلاغية**: الصورة بصرية وحركية، حيث يمكن تصور الحب كمصدر للعطاء والآمال.
- **المحسنات البديعية**: التكرار في "كم" يعزز الجمال في الفكرة.
### البيت الرابع:
**ليتَني أمضَيتُ عُمري ... في مَغَانِيهِ أُغَنِّي**
- **التحليل**: يعبر الشاعر عن تمنيه لو قضى عمره في الحب والغناء فيه.
- **الصور البلاغية**: الصورة بصرية وحركية، حيث يصور الشاعر نفسه يغني في مرابع الحب.
- **الأسلوب**: أسلوب التمني "ليتَني" يظهر الحنين والرغبة.
### البيت الخامس:
**مَنْ يَعيشُ الحُبَّ يومًا ... سوفَ يَنْسَى كُلَّ حُزْنِ**
- **التحليل**: يشير الشاعر إلى أن الحب يملك قوة تنسي الأحزان.
- **الصور البلاغية**: صورة حركية لعملية نسيان الحزن تحت تأثير الحب.
- **الكناية**: "يَنْسَى كُلَّ حُزْنِ" كناية عن السعادة والراحة.
### البيت السادس:
**لنْ يَنالَ العُمْرُ مِنْهُ ... حتّى بالعُمْرِ المُسِنِّ**
- **التحليل**: يؤكد الشاعر أن الحب يظل قويًا حتى في الشيخوخة.
- **الصور البلاغية**: الصورة بصرية، حيث يمكن تخيل الحب كقوة باقية رغم مرور الزمن.
- **المحسنات البديعية**: الطباق بين "العُمْرِ" و"المُسِنِّ" يعزز المعنى.
### البيت السابع:
**رُوحٌهُ دومًا شبابٌ ... ما مُعَاناةٌ سَتُثْنِي**
- **التحليل**: يصف الشاعر روح الحب بأنها شابة دائمًا ولا تنحني أمام المعاناة.
- **الصور البلاغية**: صورة بصرية وروحية، حيث يصور الحب بروح شابة.
- **التشبيه**: "رُوحٌهُ دومًا شبابٌ" تشبيه ضمني للشباب بالحيوية الدائمة.
### البيت الثامن:
**عزمَهُ عندَ انطِلاقٍ ... و الأمانِي سوفَ تُغْنِي**
- **التحليل**: يشير إلى أن الحب يظل قويًا ومندفعًا، والأماني تزداد فيه.
- **الصور البلاغية**: حركية، حيث يصور الحب كقوة منطلقة.
- **الأسلوب**: استخدام "سوفَ تُغْنِي" يدل على المستقبل المشرق.
### البيت التاسع:
**ما بهذا الحُبِّ، تُعْطِي ... دافِعًا مِنْ دُونِ وَهْنِ**
- **التحليل**: يعبر الشاعر عن أن الحب يعطي قوة دون ضعف.
- **الصور البلاغية**: صورة حركية وقوية للحب كدافع.
- **الكناية**: "مِنْ دُونِ وَهْنِ" كناية عن القوة.
### البيت العاشر:
**واقِعُ الأحوالِ فيهِ ... اِستِجَابَاتُ المُمِنِّ**
- **التحليل**: يشير الشاعر إلى تفاعل الواقع مع الحب واستجابته له.
- **الصور البلاغية**: حركية، حيث يُصور الحب كقوة تفاعل مع الواقع.
- **التشبيه**: "اِستِجَابَاتُ المُمِنِّ" تشبيه للواقع وكأنه مستجيب للحب.
### البيت الحادي عشر:
**عندما يَسمُو وفاءٌ ... في مَرَامِي حُسْنِ ظَنِّ**
- **التحليل**: يتحدث عن سمو الوفاء في الحب مع حسن الظن.
- **الصور البلاغية**: بصرية وروحية، حيث يظهر الوفاء كقيمة سامية.
- **الأسلوب**: أسلوب رفعة وتمجيد.
### البيت الثاني عشر:
**يَخْلَدُ الحُبُّ انتِصَارُا .. ليسَ يَدْعُو لِلتَّأنِّي.**
- **التحليل**: يختم الشاعر بقوله إن الحب يحقق انتصارات خالدة ولا يتردد.
- **الصور البلاغية**: بصرية وحركية، حيث يصور الحب كمنتصر دائم.
- **الأسلوب**: التأكيد على الخلود والانتصار.
### **اللغة والأسلوب:**
- لغة القصيدة سهلة وعميقة في آن واحد، تعكس مشاعر الحب بقوة ووضوح. الأسلوب يعتمد على التكرار والتأكيد لزيادة التأثير على القارئ.
### **المضمون:**
- مضمون القصيدة يدور حول تمجيد الحب كقوة جبارة تعطي الحياة معنى وتنتصر على الحزن والشيخوخة. يظهر الحب هنا كقيمة سامية ترفع من شأن الإنسان وتمنحه شبابًا وروحًا جديدة.