مشاركتي في مجلة نبض الأدبية الثقافية على موضوع العلاقة من مسافة الصفر بقلم أحمد الكاتب
العِلاقَةُ مِن مَسَافَةِ الصِّفْر
بِقَلَم: فُؤَاد زَادِيكي
مَفْهُومُ مَسَافَةِ الصِّفْرِ فِي العِلاَقَاتِ الإنسَانِيَّةِ يُشِيرُ إِلَى حَالَةٍ مِنَ القُربِ الشَّديدِ بَيْنَ الأَفْرَادِ، حَيْثُ تَنْدَمِجُ الحُدُودُ الشَّخْصِيَّةُ وَ تَخْتَفِي الفَوَاصِلُ الطَّبِيعِيَّةُ. فِي هَذِهِ الحَالَةِ، يُصْبِحُ التَّوَاصُلُ مُتَسِمًا بِالوُضُوحِ وَ الشَّفَافِيَّةِ، مِمَّا يُعَزِّزُ التَّفَاهُمَ وَ التَّوَاصُلَ.
تُعَدُّ حَسَنَاتُ مَسَافَةِ الصِّفْرِ عَدِيدَةً، فَهِيَ تُسَاهِمُ فِي بِنَاءِ الثِّقَةِ وَ الاِرْتِبَاطِ العَاطِفِيِّ. عِندَمَا يَقْتَرِبُ الأَفْرَادُ مِن بَعْضِهِمُ البَعْضِ، يَتَبَادَلُونَ الأَفْكَارَ وَ المَشَاعِرَ بِشَكْلٍ أَعْمَقَ، مِمَّا يُخْلِقُ بِيئَةً مِنَ الأُلفَةِ. كَمَا أَنَّ الانْفِتَاحَ وَ الصِّدْقَ يُعَزِّزَانِ مِنْ قُوَّةِ العِلاَقَاتِ، وَ يُسَاعِدَانِ عَلَى حَلِّ المُشْكِلَاتِ بِشَكْلٍ أَسْرَعَ.
وَ مَعَ ذَلكَ، تَوْجَدُ مَحَاذِيرُ تَتَعَلَّقُ بِمَفْهُومِ مَسَافَةِ الصِّفْرِ. إِذَا تَجاَوَزَتِ الحُدُودَ الشَّخْصِيَّةَ، فَقَدْ يَشْعُرُ الْبَعْضُ بِالِاخْتِنَاقِ أَوْ فَقْدِانِ الخُصُوصِيَّةِ. هَذَا الانْفِتَاحُ قَدْ يُؤَدِّي إِلَى تَعَرُّضِ الأَفْرَادِ لِلْأَذَى، أَوْ إِسَاءَةِ اسْتِخْدَامِ الثِّقَةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذَلكَ، قَدْ تُثَقِّلُ العِلاَقَاتُ بِعَوَامِلِ الضَّغْطِ وَ التَّوَقُّعَاتِ الزَّائِدَةِ.
لِلْتَّعَامُلِ مَعَ مَسَافَةِ الصِّفْرِ بِفَعَّالِيَّةٍ، يَنْبَغِي تَحْدِيدُ الحُدُودِ الشَّخْصِيَّةِ بِوُضُوحٍ. يَجِبُ عَلَى الأَفْرَادِ التَّوَاصُلُ بِشَكْلٍ مَفْتُوحٍ حَوْلَ احْتِيَاجَاتِهِمْ وَ رَغَبَاتِهِمْ. مِنَ المُهِمِّ أَيْضًا احْتِرَامُ مَسَاحَاتِ الآخَرِينَ، وَ السَّمَاحُ لَهُمْ بِالتَّنَفُّسِ. كَذَلكَ، يَنْبَغِي تَنْمِيَةُ الْوَعْيِ الذَّاتِيِّ وَ فَهْمُ مَشَاعِرِ الآخَرِينَ.
فِي النِّهَايَةِ، فَإِنَّ العِلاَقَةَ مِن مَسَافَةِ الصِّفْرِ تَتَطَلَّبُ تَوَازُنًا دَقِيقًا بَيْنَ القُربِ وَ الاِحْتِرَامِ. إِذَا تَمَّ التَّعَامُلُ مَعَهَا بِحِكْمَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ تُؤَدِّي إِلَى عِلاَقَاتٍ غَنِيَّةٍ وَ مُثْمِرَةٍ.
المانيا في ٢٠ اوكتوبر ٢٤