عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-11-2024, 12:46 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,027
افتراضي الإِنْسَانُ وَ الحَيَاةُ بقلم: فؤاد زاديكى

الإِنْسَانُ وَ الحَيَاةُ


بقلم: فؤاد زاديكى


يَرَى الإِنْسَانُ الحَيَاةَ مَلِيئَةً بِالتَّحَدِّيَاتِ وَ الفُرَصِ عَلَى حَدٍّ سَوَاءٍ، فَكُلُّ يَوْمٍ يَحْمِلُ مَعَهُ مَواقِفَ جَدِيدَةً وَ تَجَارِبَ قَدْ تَكُونُ مُفِيدَةً أَو شَاقَّةً. يَسْتَلْزِمُ ذَلِكَ تَطَوِيرَ نَظْرَةٍ عَقْلَانِيَّةٍ لِلتَّعَامُلِ مَعَ أَحْدَاثِ الحَيَاةِ بِحِكْمَةٍ وَ تَرَوٍّ.

يَنْبَغِي عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَتَعَلَّمَ كَيْفَ يُحَافِظُ عَلَى تَوَازُنِهِ النَّفْسِيِّ فِي وَسَطِ ضَغْطِ الحَيَاةِ، فَالتَّوَازُنُ يَجْعَلُهُ أَكْثَرَ قُدْرَةً عَلَى التَّفْكِيرِ بِهِدُوءٍ وَ تَمَكُّنٍ، مَا يُسَاعِدُهُ عَلَى اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ الصَّحِيحَةِ، وَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ العَوَائِقَ وَ الصِّعَابَ قَدْ تَبْدُو لِبَعْضِهِمْ كَمُشْكِلَاتٍ، فَإِنَّهَا فُرَصٌ لِلتَّعَلُّمِ وَ النُّمُوِّ.

إِذَا تَحَلَّى الإِنْسَانُ بِالتَّفْكِيرِ الإِيجَابِيِّ وَ تَجَنَّبَ النَّظَرَةَ السَّلْبِيَّةَ، سَيَتَمَكَّنُ مِنَ التَّعَامُلِ مَعَ المَصَاعِبِ بِطَرِيقَةٍ تُخَفِّفُ عَلَيْهِ مَشَاقَّ الطَّرِيقِ، وَ إِذَا كَانَ يُقَدِّرُ الأُمُورَ وَ يُفَكِّرُ فِي عَوَاقِبِ كُلِّ قَرَارٍ، فسَيَتَجَنَّبُ الوُقُوعَ فِي المَآزِقِ وَ المَوَاقِفِ الحَرِجَةِ.

يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ تَرَوٍّ فِي اتِّخَاذِ القَرَارَاتِ، فَكُلَّمَا زَادَ الإِنْسَانُ مِمَّا يَقُومُ بِهِ تَفْكِيرًا وَ تَخْطِيطًا، كُلَّمَا قَلَّتِ الفُرَصُ لِلْمُشْكِلَاتِ وَ القَلَقِ.
فِي الكَثِيرِ مِنَ الأَحْيَانِ، يَتَسَبَّبُ التَّسَرُّعُ وَ العَمَلُ بِلَا تَفْكِيرٍ فِي وُقُوعِ مَصَاعِبَ كَثِيرَةٍ.

وَ مِنْ أَهَمِّ مَا يُسَاعِدُ الإِنْسَانَ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ الحَيَاةِ هُوَ تَحْلِيلُ المُشْكِلَاتِ وَ التَّعَامُلُ مَعَهَا بِهُدُوءٍ. فَبِالتَّحْلِيلِ الدَّقِيقِ، يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَجِدَ حُلُولًا مُبْتَكَرَةً لِلصُّعُوبَاتِ وَ أَنْ يَتَجَنَّبَ المَتَاعِبَ.

وَ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ أَنَّ الوَاقِعَ قَدْ يَكُونُ قَاسِيًا أَحْيَانًا، فَإِنَّ الإِيمَانَ بَقُدْرَتِهِ عَلَى التَّغَلُّبِ عَلَى هَذِهِ الوَاقِعَاتِ يَزِيدُهُ قُدْرَةً عَلَى التَّمَسُّكِ بِالأَمَلِ.

المانيا في ١ نوفمبر ٢٤
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-11-2024 الساعة 11:36 PM
رد مع اقتباس