نَبْضُ الجُنُونِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
تُقاسٍمُنِي الهَوَاجِسُ صَمْتَ لَيلِي ... عَلى أمَلِ التَّطَلُّعِ أنْ تَكُونِي
دَليلَ هَوًى أطَاحَ بِكُلِّ قَلْبٍ ... و أنتِ نَدِيمَةٌ أَحْيَتْ شُجُونِي
تُراقِصُني المَشاعِرُ في لَهِيبٍ ... و تَسْقيني مُعانَاةَ الرَّهِينِ
أُجادِلُ فِي المَسافَاتِ اشتياقًا ... لِعَينٍ كَالسَّحَابِ بِلا سُكُونِ
وَ يَحْضُرُ في غِيَابِكِ كُلُّ صَمتٍ ... كَأَنَّ الحُبَّ يُكتَبُ بِالجُنُونِ
أَلَستِ لِغُربَةِ الأَيَّامِ بَدرًا ... يُضِيءُ اللَّيلَ فِي قَلْبِ الأنِينِ؟
أَرَى فِي صَمتِكِ السِّحْرَ المُعَنَّى ... يُنادِيني وَ يُكْثِرُ مِنْ ظُنُونِي
وَ تَسقِينِي اللّيَالِيَ وَ هْيَ تَشكُو ... لِفُقدَانِ المُنَى فِي كُلِّ حِينِ
أَلُملِمُ مِن بَقَايَا النَّبضِ شَوقًا ... لِطَيفِكِ فِي المَدَى بَدرَ العُيُونِ
فَهَلْ تُعْنِيكِ أَشعَارِي وَ دَمْعِي؟ ... أَمِ الحُبُّ ارتَجَافٌ فِي جَبِينِ؟
وَ مَا نَفْسي سِوَى طَيْرٍ أَسِيرٍ ... بِطَيْفٍ مِنْ هَوَاكِ و مِنْ عُيُونِ
خُذِي قلبي إِلَى دُنْيَا أَمَانٍ ... أَعيشُها بالسَّكِينَةِ، أنتِ عَونِي
المانيا في ٣٠ نوفمبر ٢٤