اكتِمالُ البَدرِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
تَضِيقُ دُنيَايَ إنْ غابتْ مَلامِحُهَا ... و يَمْلأُ الرُّوحَ حُزنٌ ليسَ يُحْتَمَلُ
فكيفَ أنسَى، و في قلبي لَهَا وَطَنٌ ... تَشدُو بهِ الطَّيرُ إنْ سَادَ المَدَى، أمَلُ؟
رأيتُ نورَكِ يَغزُو القلبَ مُحتَفِلًا ... و في حُضُورِكِ زالَ الهمُّ و الخَطَلُ
يا زَهرةً عطّرَتْ أيّاميَ انتعشتْ ... لكِ الجمالُ، و منكِ الحُسنُ مُكْتَمِلُ
أهيمُ شوقًا و في عينيَّ مُشتعَلٌ ... نورُ المحبَّةِ يُغْنِي الرُّوحَ، يعْتَمِلُ
يا مَنْ جَمَالُكِ سِحرٌ غيرُ مُنكَفِئٍ ... قلبي أسِيرٌ، و في إحسَاسيَ الثّقَلُ
لقد سَكنَتِ فُؤادي و هْوَ مُبتَهِلٌ ... يدعُو بحبِّكِ كي تَرنُو لَهُ المُقَلُ
و في غَرَامكِ قلبِي صَارَ مُتّقِدًا ... لا يَعرِفُ الصّبرَ إنْ شَطّتْ به السُّبُلُ
إذا نَظَرْتُ إليكِ, القلبُ مُبْتَهِجٌ ... كأنّما السِّحرُ مِنْ عَينَيكِ مُنْهَمِلُ
و في بَهَائِكِ يَزهُو الكَونُ مُنتَعِشًا ... كأنّما الفَجرُ بَدرٌ صارَ يَكْتَمِلُ