مشاركتي في منتدى المحيط العربي للشعر و الأدب على فقرة سيناريو و حوار إعداد الاستاذة فاطمة زبون و تقديم الاستاذ محمد سعد شعبان بإشراف الأستاذ أحمد حسن فياض
قال: أَتُؤْمِنِينَ بِالحُبِّ؟
قالت: نَعَم، وَ لَكِن لَيْسَ كُلُّ مَنْ أَحَبَّ صَادِقًا. أَنْتَ، هَلْ تُؤْمِنُ بِهِ؟
قال: كَانَ إِيمَانِي بِهِ ضَعِيفًا حَتَّى لَقِيتُكِ. أَشْعُرُ أَنَّ الحُبَّ يَكْبُرُ فِي قَلْبِي كُلَّمَا نَظَرْتُ فِي عَيْنَيْكِ.
قالت: (تَتَبَسَّمُ) كَثِيرُونَ يَتَحَدَّثُونَ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ، وَ لَكِنْ أَقْوَالُهُمْ تَتَبَخَّرُ أَمَامَ أَوَّلِ اِخْتِبَارٍ.
قال: أَلَا تَثِقِينَ بِمَا أَقُولُ؟ أَلَمْ يُثْبِتْ زَمَنُنَا أَنَّ مَا بَيْنَنَا أَقْوَى مِنْ أَيِّ كَلِمَةٍ؟
قالت: الثِّقَةُ تُبْنَى بِالأَفْعَالِ، وَ أَنْتَ، حَتَّى الآن، كَلِمَاتُكَ جَمِيلَةٌ. أَرِنِي كَيْفَ يَتَرْجِمُ قَلْبُكَ هَذَا الحُبَّ.
قال: أَلَا يَكْفِي أَنِّي أَخْتَارُكِ كُلَّ يَوْمٍ؟ أَلَا يَكْفِي أَنَّنِي أَضَعُ سَعَادَتَكِ فَوْقَ سَعَادَتِي؟
قالت: (تَنْظُرُ فِيهِ بِعُمْقٍ) هَذَا يَكْفِي، لَكِنَّ الحُبَّ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ، وَ تَفَاهُمٍ، وَ تَضْحِيَاتٍ.
قال: إِذًا، قُولِي لِي، كَيْفَ يُثْبِتُ الرَّجُلُ حُبَّهُ لِمَنْ يُحِبُّ؟
قالت: يُثْبِتُهُ بِأَنْ يَكُونَ مَلْجَأَ أَمَانٍ، بِأَنْ يُشْعِرَهَا أَنَّهَا لَيْسَتْ وَحْدَهَا فِي الدُّنْيَا.
قال: وَ إِذَا أَصْبَحْتُ مَلْجَأَكِ، هَلْ تَكُونِينَ مَلْجَئي؟
قالت: (تَتَنَهَّدُ) الحُبُّ تَبَادُلٌ، لَكِنَّهُ أَيْضًا عَطَاءٌ بِلا حُدُودٍ.
قال: إِذًا، دَعِينَا نَعْطِي، دَعِينَا نَبْنِي، وَ دَعِينَا نُثْبِتُ لِلعَالَمِ أَنَّ الحُبَّ حَقِيقَةٌ.
قالت: (تَبْتَسِمُ) لَنْ نُثْبِتَ لِلعَالَمِ، سَنُثْبِتُ لِقُلُوبِنَا أَوَّلًا.
قال: قَلْبِي يُؤْمِنُ بِكِ.
قالت: وَ قَلْبِي يَخَافُ، لَكِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُؤْمِنَ.
قال: إِذًا، سَأَكُونُ الصَّبْرَ، الَّذِي يَطْمَئِنُ قَلْبَكِ لًهُ.
قالت: وَ أَنَا سَأَكُونُ الصِّدْقَ، الَّذِي يَحْفَظُ حُبَّنَا.
قال: (يَمُدُّ يَدَهُ) إِذًا، لِنَسِيرَ مَعًا.
قالت: (تُمَسِّكُ يَدَهُ) لِنَسِيرَ، وَ لْيَكُنِ الحُبُّ دَرْبَنَا.
المانيا في ٢٢ ديسمبر ٢٤