عُقُودٌ خَمسَةٌ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
عُقُودٌ خَمسَةٌ جَرَّتْ خَرَابَا ... أضاعَتْ مِنْ أمانِينَا شَبَابَا
لقد عانَينَا مِنْ عُنْفٍ و جُورٍ ... و إقصَاءٍ و تَهْمِيشٍ أصَابَا
قُلُوبَ النّاسِ و الإحساسَ منهم ... قَرأناهُ بِمَا أوفَى كِتَابَا
نظامُ البعثِ لم يَترُكْ مَجَالًا ... لِمَنْ أفكارُهُ كانتْ صَوَابَا
طَغَى بَطْشًا و إرهابًا و قَمْعًا ... عَلَينَا سَاقَ في لُؤمٍ كِلَابَا
لِكي تَقضِي بِتَقرِيرٍ خَبِيثٍ ... عَلَينَا حامِلًا سُوءًا، عَذَابَا
لِكَتْمِ الصّوتِ و التَّرهِيبُ حَتمًا ... يَشُلُّ الفكرَ، لا يَقوَى جَوَابَا
تًقَلَّبْنَا على جَمْرٍ و ذُقنَا ... مَرارَاتٍ و مُرًّا و اكتٍئَابَا
حباةٌ لم يَعُدْ فيها مُرِيحٌ ... أتاها الوغدُ١ بِالحُكمِ انقِلَابَا
و أسماهَا٢ بِما كانتْ خِلافًا ... لِمَا جاءَتْ، و قد ساءَتْ حِسَابَا
تَخَلَّصْنَا مِنَ الكابُوسِ لكنْ ... هَلِ الآتِي يُمَنِّينَا عِذَابَا؟
أمِ الخَافِي مُثِيرٌ كُلَّ خَوفٍ ... و قَد يُلقِي بأجواءٍ ضَبَابَا؟
دَوَاعِي خَوفِنَا تَبقَى لَدَينَا ... و مَا دَاعٍ لِأنْ نَحْنِي رِقَابَا
فَلا يُغْنِي إذا قالُوا كلامًا ... جَمِيلًا ناعِمًا، زَانَ الخِطَابَا
فَما في واقِعٍ يَجرِي جَلِيلٌ ... و هذا ما بِهِ نَجتَازُ بَابَا
بهِ خبرٌ عَمِيمٌ في عُمُومٍ ... لأنّ الشّعبَ قد مَلَّ اغْتِرَابَا
سُقُوطُ البَعثِ لا يَعنِي بِأنَّا ... تَجَاوَزْنَا عَنَاءً و الصِّعَابَا
نِتَاجٌ نَاقِصٌ إنْ لَمْ يُتَوَّجْ ... بِمَردُودٍ نَرَاهُ مُسْتَطَابَا
١- الوغد: إشارة إلى المقبور حافظ الأسد
٢- أسماها: إشارة إلى الحركة التي سمّيت بالتّصحيحيّة و كانت تخريبيّة بكلّ إفرازاتها
٢٥/١/١