إختِبَارُ الصّبرِ
الشاعر فؤاد زاديكى
لا تَخْتَبِرْ صَبرَ، الذي لا يُخْتَبَرْ
إنْ شِئتَ تَسعَى لِاعتِبَارٍ مُعْتَبَرْ
شَخصٌ كهذا لَستَ تَدري ما الذي
في رَدِّ فِعْلٍ مِنهُ ما بِالمُنْتَظَرْ
في ما سيأتي مِنْ سِياقاتِ القَدَرْ
ما يَحمِلُ النِّيرانَ أو فيهِ الشَّرَرْ
قد لا يَكونُ الرَّدُ مَحمُودًا، لِذَا
حَاوِلْ تَفَادِي ما بهِ رِيحُ الخَطَرْ
فالنّاسُ في أخلاقِهم ليسوا على
نَفسِ المَعَايِيرِ، التي فيها المُسِرّْ
حيثُ اختِلافٌ بالرّؤى إدراكُهُ
مُسْتَوجَبٌ كي يَنْبَغِي مِنْهُ الحَذَرْ
رَاقِبْ سُلُوكَ النّاسِ، إحرِصْ دائمًا
ألّا تَزِيدَ الضَّغطَ كي لا يَنْفَجِرْ
فَهْمُ الرّؤَى يَحتَاجُ وَعيًا ثاقِبًا
في كلِّ ما مِنها مَضَى أو ما حَضَرْ
إنْ زَادَ عنْ حَدٍّ تَمَادِي بعضِنا
يَعنِي بِأنَّا دُونَ فَهْمٍ لِلبَشَرْ
فالصّبرُ مِيزانٌ جميلٌ عَدلُهٌ
و الحِلمُ دَربٌ للذي فيهٍ انْتَصَرْ