عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-01-2025, 12:13 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,115
افتراضي الكاتبُ و الشّاعرُ بينَ نبضِ القلمِ وجناحِ الخيالِ بقلم: فؤاد زاديكى

مشاركتي على برنامج القلم لك في أكاديمية شعلة الثقافة و الأدب إعداد و تقديم الشاعرة ام حمزة عميد و رئيس مجلس الأكاديمية

الكاتبُ و الشّاعرُ بينَ نبضِ القلمِ وجناحِ الخيالِ


بقلم: فؤاد زاديكى

يُقالُ إنَّ الكتابةَ هي المرآةُ التي تعكسُ أعماقَ الروحِ، و إنَّ القلمَ هو السلاحُ الذي يحملهُ الكاتبُ و الشّاعرُ ليُدوِّنَ أفكارَهُ، و يُعبِّرَ عن مشاعرِهِ و أحلامِهِ. في عالمِ الأدبِ و الثّقافةِ، يُحلِّقُ الكاتبُ و الشّاعرُ بخيالِهِما الواسعِ، حيثُ يمتزجُ الواقعُ بالخيالِ، و تُصاغُ الكلماتُ بريشةِ الإبداعِ لتصبحَ نوافذَ تُطلُّ على رؤًى مُدهشةٍ، تُلامسُ أعماقَ القلوبِ و تُثيرُ الفكرَ.

القلمُ ليسَ مجرّدَ أداةٍ عاديّةٍ، بل هو نبضُ الحياةِ في يدِ الكاتبِ و الشّاعرِ. هو الوحيُ الذي يُحرِّكُ المعاني و يُنسِّقُ الحروفَ لتُشكِّلَ لوحةً فنيةً مُفعمةً بالمعاني. كيفَ لا، و هو الجسرُ الذي يَصِلُ بينَ الروحِ و القارئِ، و بينَ ما يختلجُ في الصّدرِ و ما يُدوَّنُ على الورقِ؟

الشّاعرُ، و هو يَحملُ مشاعِرَهُ كأنَّها عبيرُ وردةٍ، يُنسِّقُ القصائدَ لتُعبِّرَ عن لواعجِه، أحيانًا يكتبُ بفرحٍ يُحلِّقُ به نحوَ السماءِ، و أحيانًا يُمسِكُ القلمَ لينثرَ ألمَهُ و شجونَهُ في حروفٍ تقطرُ وجعًا. أمّا الكاتبُ، فهو الحالمُ الذي يُعيدُ تشكيلَ العالَمِ كما يتمنَّى، يُصوِّرُ المواقفَ بحرفيةٍ، و يُعطي لكلِّ موقفٍ بُعدًا يُلامِسُ فِكرَ القارئِ و وجدانَهُ.

من خلالِ الكتابةِ، يُحقِّقُ الكاتبُ و الشاعرُ تطلُّعاتِهِما و أحلامَهما، و يصِلانِ إلى أبعدِ مدى، حيثُ تُصبحُ الكلمةُ سيفًا للحقِّ، و جسرًا للحوارِ، و نبعًا للمعرفةِ. تُعانقُ القلوبَ و تَسري في الأرواحِ، و تُحفِّزُ العقولَ للتّأمّلِ و الإبداعِ.

في برنامجِ "القلم لك"، الذي تُقدِّمهُ الشاعرةُ أمُّ حمزةَ، عميدَةُ و رئيسةُ مجلسِ إدارةِ أكاديميةِ شعلةِ الأدبِ و الثّقافةِ، يجدُ الكتُاب و الشّعراءُ منصّةً تُعبِّرُ عن طموحاتِهم، و فضاءً رحبًا يحلِّقونَ فيه بأجنحةِ الإبداعِ. هذا البرنامجُ هو شهادةٌ حيَّةٌ على أنَّ القلمَ و الخيالَ هما السّلاحانِ الأبديانِ لأصحابِ الكلمةِ، و أنَّ الكلمةَ المُبدعةَ قادرةٌ على أنْ تُغيِّرَ العالَمَ بأسرهِ.
المانيا في ١٤ يناير ٢٥
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 17-01-2025 الساعة 12:50 AM
رد مع اقتباس