قُربُ الحبيبِ
الشاعر السوري فؤاد زاديكى
يَستَحِيلُ العيشُ دونَ الحُبِّ, أو وَصلِ الحبيبِ
بَلْسَمٌ لِلرُّوحِ, لا يَحتاجُ نُصْحًا مِنْ طَبِيبِ
في حياةِ الحُبِّ إحساسٌ جميلٌ بل و عَذْبُ
عندما يُدنِيهِ مِنْ مَحبُوبِهِ وَصْلٌ و قُرْبُ
يَشعُرُ الإنسانُ أنّ الكونَ بِالإجمالِ رَحْبُ
ثمّ يَدري واعِيًا, أنّ الذي يَرْعَاهُ رَبُّ
يَنْتَشِي مِنْ كُلِّ شيءٍ دونَ شكوَى أو عَنَاءِ
تَسْعَدُ الأوقاتُ في رَغْدٍ و في طِيبِ الهَنَاءِ
هذهِ قيثارةٌ غَنَّتْ لِمَجدِ الرّوحِ تَهْفُو
كي يَزِيدَ الوجدُ مِنْ إيقاعِهِ, و النّفسُ تَصفُو
داعِبَتْ أوتارَها أيدِي مُحِبِّيهَا, فَلَانَتْ
و انتَشَتْ أحوالُها في كلِّ ما مِنْها أبَانَتْ
كُلّها نادَتْ إلى قُربٍ بأشجانِ المُحِبِّ
تَشتَهي وصلًا و ما بالوصلِ مِنْ إحساسِ ذَنْبِ
إنَّهُ المَأمُولُ و المَرغُوبُ مِنْ آمالِ قَلبِي
في تَخَطِّي كُلِّ ما تَجري بهِ أمواجُ صَعبِ.