تَرْتِيلَةٌ ثَانِيَة: نَهْدُكِ… وَشَهْقَةُ الوَجْدِ بقلم: فؤاد زاديكي
تَرْتِيلَةٌ ثَانِيَة: نَهْدُكِ… وَشَهْقَةُ الوَجْدِ
بقلم: فؤاد زاديكي
فِي لَيْلَةٍ تُشْبِهُ نُضْجَكِ، كَانَ لِلْهَوَى صَوْتٌ، وَلِجَسَدِكِ نَبِيذٌ لا يُسْكِرُ سِوَاي.
مَدَدْتِ يَدَ الرَّغْبَةِ كَمَنْ يَدْعُو الصَّبَابَةَ لِلصَّلَاةِ،
وَكُنْتِ أَنْتِ، القِبْلَةَ، وَالمَسْجِدَ، وَنَبِيَّةَ الْمُتْعَةِ.
هَلْ تَدْرِينَ مَا يَفْعَلُ نَهْدُكِ بِي؟
تِلْكَ الْكُرَاتُ الْمُشْرِقَةُ كَفَجْرَيْنِ يَنْبُضَانِ،
أَلْثُمُهُمَا فَتَرْتَعِدِينَ، وَأَنْفَاسُكِ تُخَالِطُ أَنْفَاسِي كَمَنْ يُسَافِرُ وَهُوَ فِي مَكَانِهِ.
نَهْدُكِ… أَكْثَرُ مِنْ مَفَاتِنَةٍ، أَقْرَبُ إِلَى شِفَاهِ نَبِيٍّ يُقَبِّلُ آيَاتِ الْوَحْيِ.
وَلِسَانِي، كَانَ عَلَيْهِمَا يُرْتِّلُ سُوَرَ اللَّذَّةِ،
حِينَ يَتَمَرَّغُ فِي بَشَرَتِكِ كَطِفْلٍ يَضُمُّ صَدْرَ أُمِّهِ بَعْدَ غِيَابٍ طَوِيل.
أَنْتِ تَسْتَسْلِمِينَ كَمَنْ يَعْرِفُ أَنَّ فِي الذُّنُوبِ نَجَاةً،
وَأَنَّ الشَّهْوَةَ لَيْسَتْ خَطِيئَةً، بَلْ طَهَارَةٌ تَنْبُعُ مِنْ حَقِّ الجَسَدِ عَلَى الرُّوحِ.
وَيَدَايَ…
تَحُجُّ عَلَى مُقَدَّسَاتِكِ، تَتَنَقَّلُ فِي سُجُودٍ مَفْتُونٍ،
تَكْتُبَانِ عَلَى جِلْدِكِ قَصِيدَةً لَا يُقْرَأُ مِنْهَا شَيْءٌ، بَلْ تُشْعَرُ وَتُتَنَفَّسُ.
كَيْفَ لِلشَّهْوَةِ أَنْ تُصَاغَ كَلِمَةً؟
إِنَّهَا أَنْتِ، حِينَ تَتَمَدَّدِينَ بَيْنَ أَصَابِعِي، وَتَتَفَتَّحِينَ كَوَرْدَةٍ فِي أُغْنِيَةِ مَطَرٍ.
صَوْتُكِ وَهْنٌ مَسْحُورٌ، وَتَنَهُّدَاتُكِ مِزْمَارُ خُطَاةٍ يَعُودُونَ لِلْجَنَّةِ بِلَا تَوْبَةٍ.
وَفِي اللَّحْظَةِ الَّتِي تَرْتَجِفِينَ فِيهَا،
أَشْعُرُ بِأَنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا تَنْهَارُ وَتُعَادُ بِنَاءً فِي نُقْطَةِ نُشُوَةٍ.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 29-04-2025 الساعة 03:34 AM
|