مشاركتي على برنامج ماذا لو...؟ و فقرة في متاهات عيونك اعشق ضياع من إعداد و تقديم الدكتورة نجدة رمضان و إشراف عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام الدكتورة شهناز العبادي
مَاذَا لَوْ فِي مَتَاهَاتِ عُيُونِكِ أَعْشَقُ ضَيَاعِي
مَاذَا لَوْ كَانَ الضَّيَاعُ فِي عُيُونِكِ وَطَنِي؟
مَاذَا لَوْ كَانَ التِّيهُ بَيْنَ نَظَرَاتِكِ نَجَاتِي؟
إِنِّي لَا أَخْشَى الضَّلَالَ فِي مَمَالِكِ النُّورِ، بَلْ أَخْشَى الْعَودَةَ إِلَى عَقْلِي بَعْدَ غِيَابِكِ.
فِي مَتَاهَاتِ عُيُونِكِ، أَجِدُنِي غَرِيقًا،
وَ لَكِنْ غَرَقِي فِيهَا لَيْسَ مَوْتًا، بَلْ بَعْثًا، كُلُّ نَظْرَةٍ مِنْكِ تُحْيِي فِيَّ مَا مَاتَ،
تُقِيمُ فِي قَلْبِي مَدِينَةَ شَوْقٍ، وَ تُشْعِلُ فِي رُوحِي ثَوْرَةَ حَنِينٍ.
مَاذَا لَوْ أَعْشَقُ الضَّيَاعَ فِيكِ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ طُرُقِ النَّجَاةِ؟
مَاذَا لَوْ كَانَ الْعِشْقُ فِيكِ هُوَ النُّورُ وَ الطَّرِيقُ؟
فِي مَتَاهَاتِكِ، لَا خَرَائِطَ وَ لَا بَوْصَلَاتٍ، غَيْرَ قَلْبِي، الَّذِي يَنْبُضُ بِاسْمِكِ، يَهْتَدِي وَ يَضِلُّ بِكِ.
أَعْشَقُ فِيكِ تِلْكَ اللَّحَظَاتِ الَّتِي أَنْسَى فِيهَا كُلَّ الْأَسْمَاءِ،وَ أَصِيرُ فَقَطْ رَجُلًا يُدْعَى «مُنْجَذِبٌ»،
تَارَةً أَتْبَعُ عَيْنَيْكِ كَمَنْ يَتْبَعُ نَجْمًا فِي اللَّيْلِ،وَ تَارَةً أُغْمِضُ عَيْنَيَّ، فَأَجِدُهُمَا فِي أَحْلَامِي.
فِي كُلِّ لَحْظَةٍ، أَنْسُجُ مِنْ سُكُونِ نَظَرَاتِكِ أَشْعَارًا،
وَ مِنْ خَجَلِكِ سُتُورًا لِقَلْبِي الْعَارِي، أَنْتِ مَتَاهَةٌ وَلَكِنَّهَا مَفْتُوحَةٌ لِي وَحْدِي،
وَ ضَيَاعِي فِيكِ، أَجْمَلُ مَا مَرَّ فِي عُمْرِي.
مَاذَا لَوْ بَقِيتُ فِي عُيُونِكِ إِلَى أَبَدِ الْعُمْرِ؟
لَا أَطْلُبُ خُرُوجًا، وَ لَا أَبْغِي نَهَايَةً، فَفِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنْ نَظَرَاتِكِ، حِكَايةٌ تُخْبِرُنِي،
أَنَّ الضَّيَاعَ فِيكِ... هُوَ أَعْظَمُ الْوُجُودِ.