عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-05-2025, 06:58 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,186
افتراضي نارُ الطَّيشِ الشاعر السوري فؤاد زاديكى

نارُ الطَّيشِ

الشاعر السوري فؤاد زاديكى

لا تَسْلُكِ الدّربَ مَغْرُورًا، فَذَا خَطَرُ ... الزّيفُ يَخْدَعُ و العُقْبَى هِيَ الضَرَرُ

ما كلُّ بَرْقٍ تَرَى في الأفْقِ مُشْتَعِلًا ... إلّا و عندَ الضَّياعِ الحُزنُ و الكَدَرُ

كم من فتًى طائشٍ قد هانَ مَبدَأَهُ ... لمّا أطاعَ هوىً في القلبِ يَسْتَعِرُ

يَرنُو إلى المَجدِ في مَسْعَى مُجَازَفَةِ ... يَهْوِي صَرِيعًا، و ما للدّهرِ مُعْتَذَرُ

يَمْشِي على شُعَبٍ تَغلِي مَكائدُها ... كأنّهُ لا يرَى نارًا سَتَسْتَعِرُ

العقلُ زَانَ الفَتَى، إنْ ظَلَّ مُعْتَمَدًا ... و سِترُهُ في الخُطُوبِ الحُلمُ و الفِكَرُ

يا صاحِ كنْ حَازِمًا، لا تَنْجَرِفْ عَبَثًا ... فالطّيشُ داءٌ بهِ الأرواحُ تُنْتَحَرُ

فالنّفسُ تَشْقَى إذا أغرَتْ مَطْامِعُهَا ... و الموجُ يُغْرِقُ إنْ غاصَتْ بهِ الجُزُرُ

و الرأيُ من دُون مِيزانٍ، يُضِلُّ فَتًى ... قد كانَ بالأمسِ في الأفكارِ يَفتَخِرُ

و كم شَقِيٍّ رمَى الآمالَ من سَفَهٍ ... فاستيقظَ الحلمُ في الأحزانِ يَحتَضِرُ

و كم غَرِيرٍ بَنَى فوقَ الغُرورِ لهُ ... صَرحًا فهَدَّهُ في وَقْعِ الأذَى قَدَرُ

مَن يَزرَعِ التّيهَ لا يُرجَى لَهُ ثَمَرٌ ...و لا يَفُوزُ بما يسعَى و يَنْتَظِرُ

تَأَنَّ، تَفْلَحُ في صَبرٍ، بِهِ دُرَرٌ ... و كم هَوَى مَن جرَى و الوقتُ مُنْدَثِرُ

فالعقلُ زادُ الفتَى إن رامَ مَكرُمةً ... و الحلمُ دربٌ بهِ الأقدارُ تَفْتَخِرُ

فاحْذَرْ هُيَامَ الهوَى إنْ كُنتَ مُمْتَلِكًا ... زِمَامَهُ، فالهَوى نارٌ سَتَنْفَجِرُ

وازنْ خُطَاكَ إذا ما خيَّرَتكَ دُنا ... ما كلُّ ما يُلْمِعُ البرّاقُ يُعْتَبَرُ

و اغرسْ رَشادَكَ في أرضِ الفتَى أدبًا ... فالزّرعُ بالرّفقِ لا بالطَّيشِ يَزْدَهِرُ
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 02-06-2025 الساعة 08:10 AM
رد مع اقتباس