ماذا لَوْ كانَ الاشتياقُ قاتِلِي، فَكَيْفَ الهُرُوبُ؟
✍️ بقلم: فُؤاد زَاديكِي
مشاركتي على برنامج ماذا لو و فقرة كَانَ ٱلِٱشْتِيَاقُ قَاتِلِي، فكيفَ الهروبُ؟ من إعداد و تقديم الدكتورة سيليا علي و إشراف الدكتورة شهنازالعبادي عميد أكاديمية العبادي للأدب و السلام
هَلْ أَجِدُ فِي هٰذَا ٱلْوُجُودِ مَفَرًّا، أَمْ أَبْقَى أَسِيرَ ذِكْرَاكِ، أَتَجَرَّعُ أَلَمَ ٱلْغِيَابِ؟
ٱلْٱشْتِيَاقُ لَيْسَ خَيَالًا يُزَاوِرُنِي، بَلْ جِرَاحٌ تَنْغَرِسُ فِي أَعْمَاقِ قَلْبِي كُلَّ يَوْمٍ.
كَيْفَ ٱلْهُرُوبُ مِنْ وَجْهِكِ ٱلْمُتَجَذِّرِ فِي أَحْلَامِي؟ وَ مَا ٱلطَّرِيقُ إِلَى نَجَاةٍ مِنْ سُهَادِ لَيْلِي؟
كُلُّ شَيْءٍ حَوْلِي يُشْبِهُكِ، يَنْطِقُ بِٱسْمِكِ، يَضُمُّ عِطْرَكِ. أَتَنَفَّسُكِ فِي كُلِّ نَفَسٍ، وَ أَنْزِفُكِ فِي كُلِّ سُكُونٍ.
إِنْ كَانَ ٱلْحَنِينُ قَاتِلِي، فَأَنَا شَهِيدُكِ ٱلْأَبَدِيّ، لَا أُرِيدُ شِفَاءً، وَ لَا أَبْتَغِي نِسْيَانًا.
وَ إِنْ سَأَلُونِي: لِمَاذَا تَسْهَرُ؟ أَقُولُ: لِأَحْرُسَ خَيَالَهَا. لِمَاذَا تَبْكِي؟ أَقُولُ: لِأَسْقِي ظِلَّهَا.
كَيْفَ أَهْرُبُ، وَ ٱلذِّكْرَى مِثْلُ ظِلٍّ يُطَارِدُنِي؟ وَ كَيْفَ أَنْجُو، وَ ٱلْوَعْدُ لَمْ يُكْمَلْ؟
إِنَّ ٱلْهُرُوبَ مِنَ ٱلْحُبِّ مِثْلُ ٱلْهُرُوبِ مِنَ ٱلنَّفَسِ، فَهَلْ يُمْكِنُ ٱلْعَيْشُ دُونَ قَلْبٍ يَنْبِضُ لَكِ؟
كُنْتُ أَظُنُّ ٱلْفِرَاقَ مَجَرَّدَ بُعْدٍ، فَإِذَا بِهِ جُرْحٌ يَتَوَغَّلُ فِي عِرْقِ ٱلرُّوحِ.
أَنْظُرُ إِلَى ٱلنُّجُومِ، فَأَرَاكِ. أُصْغِي إِلَى ٱلرِّيَاحِ، فَأَسْمَعُ هَمْسَكِ. كُلُّ ٱلْكَوْنِ أَنْتِ.
ٱلْحَيَاةُ بَعْدَكِ فَقْدٌ طَوِيلٌ، وَ كُلُّ طَرِيقٍ لَا يُؤَدِّي إِلَيْكِ، هُوَ مَسْلَكٌ إِلَى ٱلْعَدَمِ.
وَ إِذَا كَانَ ٱلْٱشْتِيَاقُ يُمِيتُنِي، فَدَعِينِي أَمُوتُ عَلَى أَعْتَابِ حُبِّكِ، فَذٰلِكَ أَشْرَفُ مَوْتٍ.
يَا مَنْ غِبْتِ، أَنْتِ حَاضِرَةٌ فِي كُلِّ سُكُونٍ، فِي كُلِّ دَمْعَةٍ، فِي كُلِّ نَبْضٍ يَئِنُّ.
كَيْفَ أَهْرُبُ مِنْكِ؟ وَ أَنْتِ وَطَنِي، وَ مَنْفَايَ، وَ قَدَرِي؟
إِنْ كَانَ فِرَاقُكِ قَضَاءً، فَلْيَكُنْ ٱلْٱشْتِيَاقُ دِينِي. وَ إِنْ كَانَ ٱلْحُبُّ نَفْيِي، فَلْيَكُنْ قَلْبُكِ مَنْفَايَ.