الجَهْلُ البَغِيضُ
الشاعر السّوري فؤاد زاديكى
جَهْلٌ تَسَرْبَلَ ظُلْمَةً و سَوَادَا ... فاستَفحَلَ الدّاءُ البغِيضُ وَ سَادَا
لَنْ يَرتَقِي شَعبٌ غَدَا فـي جَهلِهِ ... كالنّارِ تأكُلُ ذَاتَهَا استِبدَادَا
العقلُ زِينَةُ امرِىءٍ و سَبيلُهُ ... و العلمُ يُنقِذُ سَاعِيًا إنْ شَادَا
لكنّنا أسرَى لِعَادَاتٍ خَوَتْ ... فيها العَنَاءُ مُقَيِّدًا أصْفَادَا
إنّا هَدَمْنَا بالجَهالةِ صَرْحَنَا ... و أَقَمْنا جَهْلًا واهِيًا أوتَادَا
صِرْنَا نُعَادي العِلمَ في مَشْرُوعِنَا ... وَ كأنّهُ خَصْمٌ، يَزِيدُ عِنَادَا
فَمَتَى نُفِيقُ مِنَ الغِيَابِ بِوَعْيِنَا ... إنَّ التّخَلُّفَ كم غَزَا وَ أبَادَا
اِحْذَرْ أخَا جَهْلٍ، أضَاعَ رَشَادَهَ ... يَبْكِي الحَيَاةَ و دَهرَهُ الجَلَّادَا
فالعِلمُ نُورٌ، مَنْ سَعَى فِي دَربِهِ ... نَالَ الحَيَاةَ، و حَقَّقَ الأمجَادَا