فرحةُ الإنسانِ في مناسباتِ الحياةِ بقلم: فؤاد زاديكي
فرحةُ الإنسانِ في مناسباتِ الحياةِ
بقلم: فؤاد زاديكي
تُعَدُّ لَحظَةُ الفَرَحِ مِن أَجْمَلِ المَشَاعِرِ، الَّتِي تَغْمُرُ نَفْسَ الإِنْسَانِ، وَ تَضْرِبُ فِي جُذُورِهَا أَسَاسًا مِنَ السُّرُورِ وَ الابْتِهَاجِ. فَيَكُونُ الفَرَحُ هُوَ نَبْرَةُ القَلْبِ وَ إِشْرَاقُهُ، وَ يَنْسَابُ إِلَى العَيْنَيْنِ ضِيَاءً وَ بَهْجَةً تَسْكُنُ الأَرْوَاحَ، وَ تَنْشُرُ عَبِيرَ الحَيَاةِ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
فَرَحُ الإِنْسَانِ لَيْسَ حَصْرًا عَلَى مَناسبةٍ وَاحِدَةٍ، بَلْ هُوَ أَلوانٌ مُتَعَدِّدَةٌ تَتَنَاسَبُ مَعَ مَواقِفِ الحَيَاةِ وَ تَجَارِبِهَا. فِي نَجَاحِ طَالِبٍ فِي امْتِحَانِهِ، تَتَجَلَّى فَرْحَةُ القَلْبِ فِي بَهْجَةِ التَّفَوُّقِ وَ النَّجَاحِ، وَ فِي تَفَوُّقِ العَامِلِ فِي مَجَالِهِ تَتَجَدَّدُ رَغْبَةُ الإِبْدَاعِ وَ الانْتِصَارِ عَلَى الصِّعَابِ. وَوفِي لَحْظَةِ الزَّوَاجِ، يَسْكُنُ الفَرَحُ كُلَّ قَلْبٍ، وَ يَنْتَشِرُ فِي أَجْوَاءِ الحَيَاةِ كَنَبْعٍ لَا يَنْضَبُ, كما أنّ هناكَ مُناسبَاتٍ أخرى للفرَحِ.
عِنْدَما يَحِلُّ الفَرَحُ، يَتَغَيَّرُ وَجْهُ الإِنْسَانِ، تَلْمَعُ عَيْنَاهُ بِدُمُوعِ السُّرُورِ، وَ تَرْتَفِعُ رُوحُهُ فَوْقَ كُلِّ هَمٍّ وَ غَمٍّ. يَسْتَشْعِرُ بِأَنَّهُ قَدْ تَغَلَّبَ عَلَى التَّحَدِّيَاتِ وَ جَازَ فَوْقَ الْمِحَنِ مُجتَزًا لَهَا، وَ يُشْعِرُ مَنْ حَوْلَهُ بِهَذَا النَّجَاحِ.
الفَرَحُ يَجْمَعُ النَّاسَ عَلَى مَوْعِدٍ وَاحِدٍ، فَيَحْتَفِلُونَ مَعًا، وَ تَتَشَارَكُ قُلُوبُهُمْ أَحْلَى اللَّحَظَاتِ وَ أَجْمَلِ الذِّكْرَيَاتِ. وَ فِي هَذِهِ الأَحْدَاثِ، يَتَحَوَّلُ الفَرَحُ إِلَى مِيلَادٍ جَدِيدٍ لِلرَّجَاءِ وَ التَّفَاؤلِ، وَ يَكُونُ دَافِعًا لِلْمُسْتَقْبَلِ بِقَلْبٍ أَكْثَرَ شَجَاعَةً وَ إِيجَابِيَّةً.
وَ لَيْسَ الفَرَحُ مُجَرَّدَ شُعُورٍ عَابِرٍ، بَلْ هُوَ قُوَّةٌ تُحَفِّزُ الإِنْسَانَ عَلَى المُوَاصَلَةِ وَ الإِصْرَارِ عَلَى التَّحْسِينِ وَ التَّطَوُّرِ. فَكُلُّ لَحْظَةِ فَرَحٍ تُذَكِّرُ الإِنْسَانَ بِأَنَّ حَيَاتَهُ تَسِيرُ فِي طَرِيقٍ مُضِيءٍ، وَ تَجْعَلُهُ يَحْمِلُ فِي صَدْرِهِ أَمَلًا لا يَزُولُ.
فَلْنَحْفَظْ لَحَظَاتِ الفَرَحِ، نَعِيشُهَا، نَتَنَفَّسُهَا، وَ لْتَكُنْ دَائِمًا نِبْرَةَ قَلْبِنَا وَ شُعَاعَ نُورِنَا فِي دُنْيَا مَلِيئَةٍ بِالتَّقَلُّبَاتِ وَ التَّحَدِّيَاتِ.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 04-06-2025 الساعة 11:38 AM
|