عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم اليوم, 12:02 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 48,574
افتراضي قراءة في المثل الأزخيني [ليش قلبي حجرو؟] بقلم فؤاد زاديكى يُعدّ مثل "ليش قلبي حَج

قراءة في المثل الأزخيني

[ليش قلبي حجرو؟]

بقلم فؤاد زاديكى

يُعدّ مثل "ليش قلبي حَجرُو؟" من التعابير الشعبية الجميلة التي تُستخدم في اللهجات العربية الشامية والعراقية، وهو أيضًا مثل أزخيني بلهجته العربية المعروفة لدينا كأهل آزخ، وكثيرًا ما كنُا نسمعه في حصول حالة حزن، فهو كان يُقال لنفي حالة قساوة القلب بل يؤكد على رقّته وتفاعله مع المواقف الحزينة والمؤلمة حيث يحمل المعنى نفسه من رقة المشاعر والإنسانية. وتأتي العبارة بصيغة سؤال إنكاري يقصد به المتحدث أنّه يتأثّر كثيرًا ولا يُمكن لقلبه أن يكون قاسيًا أو جامدًا، فهو يقولها ليؤكّد أنّ مشاعره صادقة وسريعة التفاعل مع المواقف المؤثرة.

حين يقول الشّخص "ليش قلبي حجرو؟" فهو لا يشكّ في إحساسه، بل يُظهر دهشته من شدّة تأثره، وكأنه يقول: "هل يُعقل ألّا أتأثّر؟ هل يمكن أن يكون قلبي مثل الحجر؟ طبعًا لا". وغالبًا تُقال عند مشاهدة موقف إنساني أو حزين يُلامس القلب، أو عند سماع خبر مؤلم، أو حتّى عند رؤية مشهد بسيط لكنّه مؤثّر، فتخرج العبارة كاعتراف لطيف بأنّ القلب رقيق مهما حاول صاحبه إخفاء ذلك.

ويحمل هذا المثل بُعدًا بلاغيًا جميلًا، إذ يجمع بين الاستعارة والنفي، يشبّه القلب بالحجر لكنُه يرفض هذا التّشبيه فورًا، ليُبرز حساسية المتكلّم دون مبالغة أو ادعاء. ويشيع استخدامه للتّعبير عن إنسان يدمع بسرعة، أو يتعاطف بصدق، أو لا يستطيع أن يقسو حتى إن حاول.

وتوجد أمثال كثيرة تحمل المعنى نفسه في مختلف اللهجات العربية، مثل: "قلبي رهيف"، "قلبي حساس"، "قلبي ما يتحمّل"، "قلبي طري"، "قلبي مثل الشمع"، "ينكسر خاطري بسرعة"، و"دموعي قريبة". وفي مصر يُقال "قلبي أبيض"، وفي المغرب "قلبي حنين بزاف"، وفي الخليج "قلبي ضعيف" أو "قلبي يضيق". جميعها تعابير تشير إلى رقّة القلب ودفء العاطفة، وهو الجوهر الذي يختزله مثل "ليش قلبي حجرو؟" بصياغته البسيطة والمعبرة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس