لقد قرأت لأحد الكتاب رده على بعض الآراء بقوله :
في العمر البشري المديد نتحدث عن تاريخ بابل وتاريخ الآشوريين وقوانين حمورابي ،إن تلاقح الحضارات والثقافات على أرض الرافين أوجدت أرضية خصبة للمواطن العراقي كأرضه التي ارتوت بماء نهري دجلة والفرات فأصبحت نخلة سامقة تعطي الثقافة العربية سيلا متدفقا من المعرفة الأدبية والفكرية ورغم الثلاثة حروب التي مرت على العراق وبالذات لحرب مع إيران التي تسبب صدام بها وزج بالشعب العراقي في حربين لا ناقة له ولا جمل وغزوه الغاشم على دولة الكويت الشقيقة التي اعتبرته جار وشقيق قدمت الكثير للشعب العراقي ولكن نظام صدام غدر بها وأحدث شرخا كبيرا في جدار العلاقات الأخوية العراقية الكويتية التي ستعود أفضل مما كانت سابقا بفضل الإراديتين العراقية والكويتية. إن دولة العراق التي سطعت ثقافتها سماء العروبة وأنتجت فطاحل اللغويين والمفكرين أمثال الكثيرون لن تنسى في قلب كل عربي لن تنسى إشعاعات بغداد وكربلاء وسامراء والنجف وستبقى في وجدان كل ناطق بالضاد ولن يزول حبها وثقافتها عن كل مخلص عراقي فهي عمق الوطن العربي، ويبقى عتاب المحب للعراقيين في أنها سمحت لنظام مثل نظام صدام البائد يحكمها أكثر من ثلاثة سنين أضاع الكثير الكثير من ثروة أرض الرافدين وأرجع البلاد إلى خمسين سنة وراء ويتساءل كل مهتم وغيور أين الشعب العراقي المثقف الذي حمل لواء ثقافات وحضارات ضربت جذورها أعماق الأرض حتى وصلت إلى كل الشعوب، أين المثقف والمثقفة العراقي من هذه الأحداث، كيف سمح لنظام صدام أن يمسك بزمام الأمور ويدخل العراق في أتون الحروب والاعتداء على الجيران، إن شعبا يحمل هذه الحضارات كان الأجدر به أن يكون في مصاف الدول المتقدمة مثل كوريا وماليزيا وتايوان على الأقل، نحن لا نلوم الشعب العراقي في فترة الحكم البائد ولكن نعتب عليه ما قبل الحكم كيف يسمح لرجل مثل صدام أن يحكم أرض الرافدين وكلها تساؤلات مطبوعة في عقل كل عربي ولكن الأمر مضى، فنتحدث الآن ونهيب بالشعب العراقي أن لا يقع في مستنقع الفتنة التي يحيكها له أعدائه والمتربصون به الدوائر فالتفجيرات والاغتيالات التي تحدث بشكل يومي يقومون بها أناس لا يريدون للعراق ولا الشعب أي خير ونأمل من الشعب العراقي أن يكون على قدر من الوعي والمسؤولية أن يوحد صفوفه وينبذ الطائفية والعرقية والمذهبية ويضمد جراحاته التي تسبب بها نظام صدام ويعيش شعب واحد في وطن واحد يكون عونا ورافدا لجيرانه ولأشقائه ويعيد مهرجان المربد ومهرجانات ثقافية وفكرية وعلمية أخرى في فضاء الثقافة العربية.
وشكرا لكي أستاذتي سيماريان لطرحكي موضوع كهذا من أجل أن يعرف شعب العراق وكل مواطن عربي ،، من هو السبب في إنهيار العراق .
طوالستان
|