بإعجاب أقف أمام هذا الشموخ الفكري وهذه الجرأة الموضوعية وهذا الكشف الحقيقي عن عورات مجتمعاتنا التي تتشدق بالحرية والديمقراطية والمساواة وهي ابعد ما تكون عنها بل هي بعيدة عنها بعد الأرض عن السماء. كفانا غط رؤوسنا في التراب لنشهد على واقع مزيف ومغروس فيه الفساد حتى النخاع. إن الخوف يقطع الجوف وهناك الكثير من المتشدقين الذين يبيعون كلاما لا يأخذ ولا يجيب ليتظاهروا بما ليس قيهم وليحاولوا حرف الواقع عن مساره لتغطية عيوبه ولدهن مساوئه التي لا تعد ولا تحصى. إن الناس في المهجر يعيشون بكرامتهم وهذا يكفي! إن الناس في المهجر لا يخافون من شرطي لا يساوي قرشا في يوم أسود ليأتي ويبهدلك بسبب أو بدونه كما هو عندنا في بلادنا. إن أبناء المهجر أحرار في ممارسة حياتهم على النحو الذي يريدون ولا توجد هناك ضغوطات وترهيب وتخويف وقطع أرزاق بفصلهم من وظائفهم متى لا يكونوا كلاب حراسة للنظام السياسي القائم. أبناء المهجر أناس يتكلمون بديمقراطية غير مزيفة كما هو الحال عندنا والديمقراطية في مجتمعاتنا هب للأقوياء وبالطبع هم أصحاب النفوذ والسلطة وكلاب حراستها. أستطيع أن آتي بسيل من الوقائع من الماضي والحاضر لأثبت للسيد الذي له سوء نظرة عن المهاجرين وخطأ في التصور وضعف في الأوهام والتوهم فيما يعتقده إذ هو يحيل كل نقاش أو فكرة أو قصيدة أو نكتة إلى مجال لجدل سياسي شبعنا منه وهو لا يغني كما هو لم يغن مجتمعنا منذ ما يزيد عن الثلاثين عاماً بل كتم أنفاسه وخنق أحلامه وأمات طموحاته. شكرا لك يا أخت سيمار على هذه الرؤية الصادقة وغير المشوشة كما هي عند بعض الناس!
|