عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 13-08-2006, 08:08 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 46,016
افتراضي

أخي طيف ومما لا غبار عليه من أن أي اختلاف في الرأي ظاهرة صحية لمن يعي الأمور ويفهم الواقع ويستدرك مجريات الأحوال كما هي. إني سعيد بما تكرمت به من طرح لأسئلة معظمها من حيث المعنى العام معقول ومقبول في الوقت نفسه ولنأتي إلى جميع أسئلتك التي أعتز بها لأنها نابعة عن فكر سليم وروح طيبة وتسامح واضح واسع لمسته منذ اليوم اليوم الذي تشرفنا به من خلال وجود الطيب والكريم والذي أعنز به. فأنت شخص واع ومدرك وتنظر إلى الحياة من جوانب مختلفة لا تنحصر رؤيتك ضمن زاوية معيّنة.
لنأتي إلى السؤال الأول: أتـساءل بـرأيـك أليس حـزب الله حـركـة مـقـاومـة ( و ان كـنـت أخـشـى فـكــر الـحركـات الـديـنــيــة أيـا كـانـت أجـنـدتـهـا السـيـاســيـة لأننـي أعـلـم أن هـذه الـحـركـات أساسا نـتـيـجـة و تـعـبـيـر عـن حـالــة غـيـاب الديـمـقـراطـيــة فـي الـمجـتـمـع الـعـربـي) ؟؟
للرد على سؤالك أخي أقول: أولا إن شرعية أو مبررات وجود حزب الله كقوة عسكرية في المجتمع اللبناني كان في احتلال إسرائيل لمنطقة مزارع شبعا المتنازع عليها بين سورية ولبنان, وقد سعت الدولة اللبنانية بجميع الوسائل لأن تنتزع اعترافا سوريا بأن هذه المزارع هي لبنانية إلا أن الحكومة السورية تعلن شفهيا عن لبنانيتها ثم تعود شفهيا لتنفي ما قالته قبل ذلك. وتسعى سورية وإيران إلى عدم الاعتراف بتبعية المزارع إلى لبنان لتبقي الوضع الحالي على ما هو عليه. اي لتعطي الشرعية لاستمرار وجود سلاح حزب الله. وقد أعلنت إسرائيل المحتلة قبل عدة أسابيع وايام أنها سوف تنسحب فورا من المرتفعات متى أعلنت سورية واعترفت بلبنانيتها. وهذا ما لا تريد سورية عمله.
ثم أن وجود قوة عسكرية مسلحة تتبع حزبا أو تنظيما أو جهة أيا كانت ضمن حدود الدولة يلغي حق هذه الدولة وينقص من هيبتها ومتى كان التسلح مسموحا وجائزا فلماذا يكون وقفا على فئة دون غيرها؟ إني مع رأي الكثيرين من الذين يقولون إن تسليح فئة اجتماعية دون غيرها في أي دولة يعرض أمن هذه الدولة للخطر إذ لم تتمكن الدولة اللبنانية منذ تشكيلها من اتخاذ قرار جريء وقادر على إثبات نفوذ ومفعول السلطة.
وأتـساءل أليــسـت إســرائـيـل دولــة قـامـت و لا تـزال عـلـى إغـتـصـاب الأرض و تهـجـيـر أهلـهـا ؟؟
إسرائيل دولة قامت ولو قبل العرب بقرار التقسيم في عام 1948 بالاعتراف بدولتين فلسطينية ولإسرائيلية لما وجد المشكل ولما وقعت الحروب وخسرت الدول العربية أكثر من تلك المساحة من الأراضي فالعرب قالوا: كل شيء أو لا شيء. وهنا كان الخطأ الاستراتيجي القاتل. ثم هل منذ بدء التاريخ وجد شعب معيّن على ارض محددة دون سواه؟ هناك أمور كثيرة يجب الرجوع إليها متى شئنا الخوض في غمار هذا المشكل.

ألا يـحـق لـمـن يـدافــع عــن حـقــه بـخـطـف جـنـود من جـيـش الـمـعـتـدي . أم أن العـقـل و الـمـنـطـق يـحـتـمـان عـلـى الشـعـوب الرضـوخ لإرادة و أطـمـاع الغـزاة ؟؟؟؟ !!!
الجواب على سؤالك تضمنته إجابتي السابقة إذ لا وجود أو مبرر لهذا الاستمرار المسلح ولو أرادت سوريا أو إيران لأنهيتا الأزمة لكن هناك مخطط ابعد من مزارع شبعا وغيرها. متى حق لهذه الفئة خطف جنود من الدولة المعادية فقد حق - وكما رأينا لهذه الدولة -أن تدمر كل لبنان. فهل هذا سليم؟ ثم لماذا؟ لطالما بامكان الحل السلمي أن يكون بالاعتراف السوري كما أشرنا.
علينا أن نستوعب جيدا ما يجري والآن لو وجه حزب الله سلاحه إلى الداخل اللبناني فإن مجازر أكثر رهبة مما حصل في هذه الحرب ستقع. لماذا التسلح ضمن دولة لها كيانها والاعتراف الدولي بها؟ علينا أن نعي لب المشكل وليس الرتوش العامة. أشكر لك مشاركتك الجميلة وها نحن نسمع الآن بأن إيران طلبت من حزب الله ألا يوافق على قرار نزع سلاحه وأن يحاول عدم وقف الحرب لغاية 22 من هذا الشهر وهو موعد الرد الإيراني على المهلة الممنوحة لها والتحذير الأوروبي والعالمي فيما يخص برنامجها النووي وهذا ما يؤكد من جديد أن إيران تلعب بورقة حزب الله لتحقيق مكاسب معينة دون النظر إلى مصلحة الشعب اللبناني مطلقا وهي تهدف إلى تدمير لبنان من خلال عدم موافقة حزب الله على قرار وقف إطلاق النار ومماطلته في تسليم سلاحه للدولة اللبنانية.

التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 26-08-2006 الساعة 06:09 PM
رد مع اقتباس