إن ذكريات الأستاذ الكبير والصديق حبيب أفرام (رئيس الرابطة السريانية في لبنان) تكاد تكون ذكريات مشتركة بين جميع أبناء بلاد ما بين النهرين أرض آبائنا وأجدادنا الذين سفكت دماؤهم الذكيّة على ترابها فسقته و نما الورد والبابونج والنعنع والياسمين ليبوح بفرح عطر متجدد للحياة.
كان تملكني نفس الشعور عندما زرت بلدة الآباء و الأجداد آزخ الحبيبة فكانت زيارتي لها جرحا عميقاً غرس آثاره في أعماق نفسي وفي حنايا قلبي فقد كوّنتها في خيالي صورة جميلة لماض كان عظيما ولم أدرك أن إحباطاً عظيماً سيجعلني في محيط دوّامة منه لا أقدر على الخروج منها ولا حتى الهروب!
إنه مصير جميع أبناء الشرق المسيحيّين الذين كان عليهم أن يدفعوا أثمان إيمانهم لظلم هائج لم يعي أسباب وجوده البشري وكانت المأساة وكانت الهجرة وكان الموت الطوعي الذي اختاروه لنا ومن بعده اخترناه لنا ولأولادنا ولا نعلم هل سيتابع أبناؤنا مسيرة الرحيل والهجرة وكأنه قدر كتب على أمة السريان؟
شكرا لك يا أخي عيسى على هذا النص الجميل فعين ورد كانت واحدة من ثلاث بلدات عرفت بالبطولة والبسالة في محيط طيش الأتراك الحاقد وهي: باسبرين وعين ورد و آزخ.
__________________
fouad.hanna@online.de
التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 16-03-2007 الساعة 03:33 PM
|