[وديع القس]

اختي الغالية هيلانه :
إن ما كتبته هذا هو من أجمل وأروع وأطهر حبّ ٍ ظهر على كوكب الأرض ليلتصق بنوره معانقا ً حبّ السماء .
أجل يا اختاه :
إنّ سفر نشيد الأنشاد هو سفر العرس السماوي ، فيه تتحقق إرادة الله الأزلية نحو الإنسان ...هو نبوّة ٌ لسرّ الزفاف - الأسخاتولوجي - ( الآخروي ) .
فيه تزفّ الكنيسة الواحدة ، الممتدّة من آدم إلى آخر الدهور ، عروسا ً مقدّسة .
هذا العرس تطلّع إليه يوحنا المعمدان حين قال : مَن له ُ العروس فهو العريس - يو 3 : 19 .
نعم : يليق بنا في دراسة الكتاب المقدس ألاّ نقف عند مادة الألوان ..؟ بل ننظر إلى شكل الملك الذي تعبر عنه مفاهيم الذهن الطاهر خلال الكلمات ، فالألوان هنا هي الكلمات الحاملة لكلمات غامضة مثل ماجاء في السفر من كلمات - الفم - القبلات - المر - الخمر وما شابه ذلك .
أمّا الشكل الذي عبرت عنه هذه الكلمات فهو :هالة الكمال الطوباوية ، الإتحاد مع الله ، عقال الشر ، المجازاة عمّا هو بحق صالح ٌ وجميل وروحيّ وطاهر ..!
أمّا شخصيات السفر والأهم فيها هي :
العريس : المسيح الذي يخطب الكنيسة عروسا له - أف 5 : 27 .
العروس : وهي الكنيسة الجامعة ، وكل المؤمنين الأعضاء فيها والموحدين بقداسة عريسها .
العذارى : ويقصد بهم حسب ما ورد على لسان علماء اللاهوت - المؤمنون الذين لم يبلغوا بعد العمق الروحي ، لكنّهم أحرزوا بعض التقدّم في طريق الخلاص .
أصدقاء العريس : هم الملائكة الذين بلغوا الإنسان الكامل - أف 4 : 13 .
أمّا الإخت الصغيرة التي ورد ذكرها في النشيد الروحي : فهي تُمثّل البشرية المحتاجة من يخدمها ويرعاها في المسيح يسوع .
--- والآن هلمّوا نقترب موحَّدين من سفر الأسرار الكنسية - سفر البتولية الطاهرة - سفر الحب الروحي بين العريس وعروسه الكنيسة المقدّسة ..؟
سلمت يداك يا اختاه متمنيا ً لك أن تكونين عروسة مكللة بالروح القدس .