يطوي الوداعُ أحبّة علينا فيكوي أفئدتنا بحروق قد لا تندمل سريعا, ويحفرُ أخاديد حزن وتوجّع قد تدوم وتدوم وتدوم. لكنّ الحياة وبالرغم من كلّ هذه المرارة ومن هذه الأوجاع وهذا الحزن البليغ ستستمرّ لتكمل دورتها, وكم يظلّ موجعا الفراق الأبدي وكم يبقى يجعلنا نحس بفراغ فظيع تجاه من غادرنا إلى حيث لا لقاء ولا مشاهدة وإلى الأبد وإنّ مجرد الشعور بهذا الإحساس تنتاب المرء غمّة وتقهره لوعة لكنّ إرادة الكون والتي هي جزء من إرادة الخالق هي اليد العليا ولها الاحترام ووجوب الطاعة وقبول الأمر الواقع. شكرا لك يا سميرة فقد فتحت في أعماق نفوسنا جروحا قديمة جديدة كنا نعتقد أنها اندملت منذ زمن طويل إلا أنه وبمجرّد الحديث عن الوداع الأبدي أعادها إلى الذاكرة مرة أخرى.