[fouadzadieke]

أخي العزيز اسحق
بكل محبة وتقدير وبكل شكر وتفهّم أنظر إلى صرخة الحزن التي خرجت من أعماقك كما هي خرجت من أعماق كثيرين من أبناء شعبنا في المهاجر وفي الوطن كذلك. كما احترمتُ رأي ملفونو رئيف فإني أحترم رأيك أيضا وتعدد الآراء كما قلت قبل الآن لا يضرّ بل يفيد.
أقدّر هذا الحرص الكبير والعميق الذي تبديه يا أخي اسحق وثق أننا جميعا نحمل نفس الهم ونعمل على ذات الطريق ولكن لكل منّا ربما أسلوب قد يختلف في نهجه عن الآخر وموقعي هو موقع حر ومفتوح لجميع الآراء التي تخدم أبناء شعبنا سواء في الوطن الحبيب سورية أو في المهجر.
كما تفضلت يا أستاذ ي الفاضل فإن هذا الرأي هو لعدة أحزاب أعلنت عن موقفها من واقع الأحداث الذي حصلت مؤخرا في ديريك ولكوني لست حزبيا أو منتميا لأي من هذه الأحزاب فإني أستطيع أن أعبّر عن رأيي الشخصي وعن تصوري الذي أراه وهو التالي:
أجل شعبنا في هذه المحنة يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وإلى أمور كثيرة ونحن وإن كنا بعيدين عن مسرح ما يجري إلا أننا قلبا وقالبا مع كل مسعى مخلص يهدف إلى تقييم الوضع من وجهة نظر معقولة وأن يسعى إلى إلغاء الحساسيات المفرطة التي نجمت عن تلك الحوادث. ونرجو أن يسعى كلّ الخيّرين إلى العمل المخلص لما فيه تجاوز الأزمة وخلق مناخات جيدة ومقبولة بين الطرفين بل جميع الأطراف لتعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل الحادثة وإنه لمن الخطأ أن يتمّ تسييس هذا الموضوع ولا أعتقد أن نشره كبيان من هذه الأحزاب عني به بالضرورة فكرة تسييس. لكن وكلنا مواطنون سوريون نحب وطننا ولا نريد له أية أذيّة نرجو أن تسعى الجهات المختصة إلى الحذر والتعامل مع مثل هذه الأحداث بمسئولية وبمكيال واحد فما يردنا من أخبار عما يجري في البلد من إجراءت وغيرها لا يطمئن. وأحب أن أضيف إلى معلوماتك أنني تلقيت رسائل تهديد بالقتل من جهات معروفة وتحترم نفسها لن أعلن عن اسمها وهي من توابع ديريك وكانت أعلنت أنها من الجماعة التي تدعو إلى التهدئة تطلب مني الكفّ عن الكتابة وتريد أن اقوم بتزوير الوقائع والحقائق. وإنّي لا أخاف فالمرء مصيره مكتوب من الرب وليس من هذا الشيخ أو ذاك. لكن شئت توضيح هذا لكي تفهم بأننا في الغرب لسنا بعيدين عن تحمل المسئولية ولا عن التهديد وكلنا في نفس الطاسة والحمّام. وقد قيل في التهديد بأن لهم فدائية في كلّ أوروبا سيقومون بتصفيتي جسديا وهم يؤكدون على إرهابهم و همجيتهم وبالطبع اتخذت ما يلزم من التدابير وإعلام الجهات المختصة في كلّ من المانيا وسورية لكشف هؤلاء المجرمين الذين يسعون إلى ترهيب الناس وإرهابهم و إقلاق راحتهم لكونهم يختلفون معهم في الرأي ولكونهم لا يعرفون مباديء التعاطي بالحوار مع الآخرين بل بالقهر والتعدي وكأن الناس عبيد لديهم كما فعل أجدادهم فيما مضى.
مختصر القول: إن الاختلاف في الآراء بيننا لا أعتقد أنه من الضروري أن يقودنا إلى تهجم شخصي أو تلفّظ ببعض عبارات قد لا تكون في مكانها أو لا تليق. لذا فعلينا جميعا أن نحترم بعضا بعضا لكي يحترمنا الآخرون أما فيما يخص الدعم المادي فلا أعتقد أنّ الشّباب في كل البلدان الأوربية وقفوا مكتوفي الأيدي متفرجين بل ساهموا كثيرا وليس بالضرورة أن يتمّ الإعلان عن ذلك. أشكر لك هذا الحرص وهذه الغيرة ولي رجاء أخوي أن نخفّف قليلا من لهجة التحدّي والنقد الجارح وأن نناقش بوعي وتفهّم ونقبل الحوار البنّاء لنصل إلى نتيجة مرضية ومقبولة. قلوبنا معكم وأرواحنا فداء للوطن ولشعبنا ولأمتنا ولن يتوانى الشباب مطلقا عن القيام بما يلزم اطمئن. لك محبتي وخالص تقديري وشكري الكبير ودمت بحفظ الرب وعونه. نريد لوطننا العزة والسلامة ولشعوبنا على اختلاف أديانها وقومياتها التحابب والتعاون والتضامن لأن الخلاف سيقود إلى مزيد من الكراهية والأحقاد والاقتتال وهذا يناقض جميع الرسالات السماوية ومباديء الإنسان الحرّ.