كأنّ الحياةَ تُميتُ الحياةَ
فحيحُ الأفاعي يجوبُ الصّدى
و جُورُ الفتاوى يُجيزُ الرّدى
و قلبُ الزّمانِ طواهُ الجنونُ
فشاءَ البلاءَ لهُ مَوردا
و شاءَ الظّلامُ اعتكافَ الأماني
و شاءَ الجهالةَ أن تُولدَ.
قرأتُ انطباعاً حزينَ المعاني
شعوراً تجنّى فما أسعدَ
شِقاقُ النّفوسِ و قذفُ الرّماحِ
و قتلُ الرّبيعِ كمنْ أرعدَ
شقاءُ الحياةِ استعادَ الزّمامَ
فماتَ الصّباحُ و ما غرّدَ
كطفلٍ كسيحٍ جريحِ الفؤادِ
و زهرٍ كليلٍ بدا مُجهدا.
تمتّعْ! تسلّى! تأمّلْ! تألّمْ!
أماتتْ حقودُ الظّلامِ الغدَ
كأنّ الحياةَ تُميتُ الحياةَ
و أنّ الممات غدا الموعدَ!
فليلُ الظّلامِ رهيبُ الحلولِ
طويلُ اللّيالي كمنْ خُلّدَ
سألتُ الإلهَ و حكمَ الإلهِ
فأبدى امتعاضاً شديدَ المدى
و قال انتهكتمْ حقوقَ الأنامِ
فماتَ الفؤادُ و صرتمْ عدا
خلقتُ الجمالَ و روحَ الحياةِ
فشئتمْ حريقاً أتى أسودا
فؤادي حزينٌ لهذا السّلوكِ
فلستُ أمدّ إليكم يدا!