هَبِ الأطفالَ
هَبِ الأطفالَ منْ عمرِ الزّمانِ
جميلاً من عطاءٍ و ائتمانِ
لأنّ الطفلَ يلقى منْ عناءٍ
و مِنْ إهمالِ في هذا الزمانِ
هَبِ الأطفالَ ما تقوى عليهِ
مِنَ الحبّ المحلّى بالتفانِي
همومُ الطفلِ زادتْ عنْ حدودٍ
و وضعُ الطفلِ أمسى في هوانِ
أرى الأطفالَ زهراتِ الحياةِ
و في أفراحهم كلّ المعاني.
إذا الأطفالُ عاشوا باضطهادٍ
و في كبتٍ و ذلٍّ و امتهانِ
و في تحطيمِ آمالٍ لديهم
و منعِ الرأي في حرّ البيانِ
يصيرُ الحالُ منهم غيرَ مُرضٍ
ضعيفاً لا ثباتٌ في المكانِ
سيشقى الطفلُ لنْ ينمو سليماً
و يستهوي انحرافاً كلّ آنِ
و قد ينحو إلى الإجرامِ ميلاً
و يغدو في عذاباتِ الرّهانِ
إذا عاملنا طفلَ اليومِ قسراً
و تعنيفاً و قضماً للسانِ
يلاقي العنفَ قهراً و اضطهاداً
و لا يقوى على هضمِ احتقانِ
لأنّ الطفلَ سرُّ الكونِ و هو
أساسٌ و امتدادٌ للكيانِ.
أطلتُ البحثَ جهداً و اجتهاداً
فأثرى في قناعاتي امتحاني
بأنّ الطفلَ لو عنّفتَ منه
شعوراً أو حياةً قد يعاني.
لماذا الظلمُ و القهرُ اللعينُ؟
أرى لا يبقى من طفلٍ معانِ!
متى حاولتَ هذا في جهودٍ
تجيءُ الطفلَ عذبَ الامتنانِ
و يأتي شاكراً منك المساعي
لفهمٍ واقعيٍّ غيرِ جانِ
عليه بل يقوّيه علوماً
و أخلاقاً و روحاً في حنانِ.
سنأتي قدوةَ السوءِ البغيضِ
متى حطّمنا روحَ العنفوانِ
لدى الأطفالِ سخّرنا قوانا
لفرضِ الرأي في نهجٍ مُدانِ.
علينا أن ننمّي فيه غرساً
خلوقاً باعتدالٍ و اتّزانِ
به يقوى على فهمِ الحياةِ
و يمضي الدربَ سهلاً في أمانِ!