أيّها الإنسانُ
أيّها الإنسانُ ماذا
تشتهي؟ ماذا تريدُ؟
كلّما أشبعتَ منكَ
حاجةً, تهوى تعيدُ
جهدَ مجنونٍ و يسعى
منكَ في شوقٍ مزيدُ
يُورقُ الشّيطانُ غصناً
وارفاً فيهِ السّعيدُ
فيهِ إغراءٌ و حسنٌ
علّهُ يأتي يسودُ
عالمَ الإنسانِ يبقى
في معاصيهِ يدودُ.
أنتَ يا إنسانُ لستَ
عبدَ شيطانٍ يصيدُ
أنتَ إنسانٌ عليمٌ
و هو إبليسٌ حقودُ
يجعلُ الأهواءَ ميلاً
شيّقاً فيها يشيدُ
حتى تأتيها خضوعاً
مثلما يأتي البليدُ
تنسى أنّ الربَّ جاءَ
كلّ ما فيه المفيدُ
سلّحَ الإنسانَ عقلاً
حيثُ تفكيرٌ سديدُ
حيثُ تمييزٌ و فيه
يحكمُ الرأي الرّشيدُ
يفهمُ الدنيا و ديناً
عن صوابٍ لا يحيدُ
مهما عاشَ القلبُ يشدو
نزوةً أو ما يقودُ
نحو ميناءِ الخطايا
نارَ أهواءٍ يقيدُ
خاسرٌ يلقى جزاءً
و هو فانٍ لا يفيدُ
فامتنعُ عن ذا و نقِّ
الفكرَ, طهّرْهُ تسودُ
غايةُ الإنسانِ سعيٌ
دائمٌ منه الحميدُ
أنْ يعي الإيمانَ حقّاً
و هو إيمانٌ فريدُ
في عزاءٍ ليس إلاّ.
إنّه الدربُ الوحيدُ.