اقتباس:
|
كان رئيس المجلس جالساً في مكتبه يتلقى الأخبار أوَّل بأول، ونظر إلى التعهد الخطِّي الذي وقَّع عليه من أعتبرواأنفسهم مسؤولينَعن النتائح المترتبة على التهديم، وبدأ يضحك ملء فمه، متيقناً أن هكذا نتائج لا بدَّ أن تقع، وهرعوا إليه قائلين رجاءً أبو حيَّان، قل لنا ماذا نعمل؟! نحن تحت تصرفك! فقال لهم أن تعمِّروا السور كما كان أولاً، فقالوا له بالرَّحب والسعة! وهكذا تمَّ تعمير ما تهدَّم على نفقة من طلب تهديم الجزء الواقع في الشَّارع من الكنيسة ومن حينها حتى الآن لم يتفوَّه أحدٌ على وقوع الكنيسة في الشارع، وقد ظهر الكثيرمن الأعاجيب فيالكنيسة، وظلَّ السَّاعور الرَّاحل الفاضل داؤود متو، خادم الكنيسة إلى وقتِ رحيله، حيث تمَّ تشييد ضريح له في ساحة الكنيسة وأصبح مزاراً للزوَّار، تاركاً أيقونة العذراء والصليب في عهدة ابنه أدوار متّو، وهو الابن الثاني من آل متّو!
|
اقتباس:
استلم أدوار متو إيقونة العذارء مريم وايقونة الصليب من والده المرحوم داؤود متو، وكم من مرة طلب بعض أعضاء المجلي الملّي بضرورةأن تظلاالأيقونتينفي الكنيسة، إلا أنَّ آل متو احتفظوا بهما بعد نهاية تقديم واجبات الصلاة في الكنيسة، معتبرين الأيقونتينهدية السماء لهم وهم أولى بهما من غيرهم كائناً من كان هذا الغير، والآن بعد رحيل أدوار متو، مَن سيحمل إيقونة العذراء والصليب؟!
|
عزيزي صبري لن أبالغ متى قلت و بصدق كبير و محبة صادقة و تشجيع دائم بأنّي أحسست بهذا النصّ صادقاً كبيراً و ربما يكون من أفضل النصوص التي قرأتها لك, فقد جاء نابعا من إحساس عميق صادق و حيّ يتفاعل مع الحركة و الموقف و الفكرة. أحيّيك يا صديقي فهذا ليس نصا أدبياً و لا تأبينيّا و إنّما هو قطعة ثمينة من موزاييك التاريخ لكنيسة العذراء هذا التاريخ الحافل بكل القداسة و الروعة و الحاضر في أذهاننا و كأنه حصل ليلة البارحة. لقد أعدتنا بالذاكرة إلى الوراء لسنوات طويلة خلت كانت فيها الحياة جميلة و بريئة على الرغم من جميع مصاعبها و سقطاتها و عثراتها,
كانت فترة مليئة بالأحداث غنيّة بالمواقف حافلة بالمآثر. مرة أخرى أحييك من كل قلبي على هذا النص الصادق و المفعم بالحياة المتدفقة و المتفاعلة لقد أبدعت في وصف رجالها و برعت في تقديم أحداثها من خلال السرد التاريخي الأدبي الرشيق. شكرا لك. سعيد أنا بعطائك المبدع و بأفكارك الغنيّة و أسلوبك الجزل.