عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-03-2015, 11:33 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,820
افتراضي مُتونُ الشّعر شعر: فؤاد زاديكه

مُتونُ الشّعر

شعر: فؤاد زاديكه




مُتونُ الشّعرِ ظلّتْ لامتطاءِ
على مَدِّ استفاضاتِ الفضاءِ

مُتونٌ رَحبُها يغري البيانَ
فهلْ مِنْ فارسٍ حُرِّ الأداءِ؟

تواشيحُ استعاراتٍ تجلّتْ
بإرهاصاتِ إبداعِ العطاءِ

كِناياتٌ و إبحارُ القوافي
عَروضاً غيرَ مبتورِ الجِداءِ

بِلاطُ الشّعرِ لا سُلطانَ فيهِ
سوى الإبداع يُعطي في ثراءِ

صعاليكُ البلاطِ اليومَ صالوا
و جالوا وفقَ أهواءِ الرّضاءِ

بلاطٌ فاسدُ الأجواءِ فيهِ
كلابُ الصَّيدِ زادتْ في الغباءِ

لِكَسبِ المالِ و استغلالِ صيتٍ
و هذا الفعلُ معدومُ الحياءِ

ظروفٌ تنجبُ الصيصانَ كيما
تُلبّي دعوةً عندَ النداءِ

كما يهوى قُضاةُ الحكمِ إمّا
مَديحاً أو وغولاً في الهجاءِ

على إيقاعِ مَرسومٍ و أمرٍ
مِنَ السّلطانِ، مِنْ فَيضِ الثناءِ

لكم يا سيّدَ الشّعرِ التزامٌ
بهِ الوافي بإمتاعِ الوفاءِ

حصولُ الجودِ نَفعاً ليس يغني
لحافٌ لا يقي بردَ الشّتاءِ

إذا ما الشّاعرُ المملوكُ باعَ
شعورَ الشّاعرِ مِنْ أجلِ الغطاءِ!

يعيشُ الشعرُ مأسوراً بقيدٍ
بعيداً عنْ رقيِّ الانتماءِ

إلى ما في عيونِ الشعرِ يصفو
بهيجاً مُشرِقاً عندَ الضياءِ

أضاعوا الشّعرَ في مهوى ولاءٍ
هبوطاً مثلَ مَقشورِ الصداءِ

يُعاني الشّعرُ أنواعَ انتكاسٍ
على أنقاضِهِ صوتُ ادّعاءِ

و أصواتُ انتقادٍ في صُراخٍ
لقد ساءتها أبواقُ الدعاءِ

لِكسرِ الشّعرِ في منحى فضاءٍ
و رَسمِ الخَطِّ في فُقهِ الولاءِ

تَداعي الشّعرُ صرحاً بل صروحاً
هنا مَنْ هولِ هذا الارتماءِ

بأحضانِ انتفاعٍ لن يؤدّي
سوى أغراضِ كِذْبٍ و انتقاءِ

مُتونُ الشّعرِ للفرسانِ صارتْ
فليستْ للصعاليكِ الجِراءِ.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس