اللهُ يَدْعُونا لِنَعْلَمْ
لو أنا أحْصَيْتُ أخطائي لَكانَتْ ... في أُلوفٍ كَونيَ الإنسانُ فَاعْلَمْ
ليسَ مِنْ شَخصٍ أتى يومًا لِدُنيا ... عائِمًا في بَحرِها يَنجو و يَسْلَمْ
إنّها أقدارُنا فالعيبُ فِينا ... ضَعْفُنا في أسرِهِ ما كانَ يَرْحَمْ
فَاصْطِدامُ النّفسِ بالأعباءِ يُلقي ... بِالمدى ظِلًّا لِما يأتي و مَعْلَمْ
إذْ هُوَ الإعياءُ في قَهْرٍ عَنيدٍ ... يَجعلُ الأفكارَ بالأهواءِ تُرْسَمْ
إنّها الأخطارُ صارتْ بِازْديادٍ ... كيفَ للإنسانِ منها اليومَ يَسْلَمْ؟
أينَما جُلْنا بأطرافٍ نَراها ... في زَوَايانَا مَصيرًا ليس يُعْلَمْ
حَيثُما كانتْ و كُنّا ليس يبقى ... مِنْ خِيَارٍ غيرُ مَسْعانا المُنَظَّمْ
إنْ أدَرْتَ الظّهرَ مَدفوعًا لِجَهْلٍ ... دونَ أنْ تَسعى إلى حَلٍّ سَتَنْدَمْ
كُلّنا فيها, بِما فينا نُعاني ... لا تَقُلْ في ما يَصيرُ: اللهُ أعْلَمْ
إنّ في هذا هُرُوبًا غيرَ مُجْدٍ ... حيثُ أنّ اللهَ يَدعُونا لِنَعْلَمْ.