صوتُ هَمسي غيرُ خافِي ... غيرُ مؤذٍ غيرُ جافِي
صادِرٌ مِنْ عمقِ قلبي ... إنّهُ المَخزونُ صافِي
لو اَرَدْتَ البَحثَ عَمّا ... في رُؤاها مِنْ قِطافِ
قُلتَ إنّ السِّحرَ بادٍ ... في تَهَادٍ والطّوَافِ
ليسَ في هَمسي شذوذٌ ... أو مُيُولٌ للتّجافِي
عِشْتُ مَحمودًا بِنَظمي ... حيثُ تَنويعٌ يُوافِي
صوتُ قلبي اِنعكاسٌ ... هزّ أركانَ انخطافِ
مُوغِلٌ بالعُمقِ يجري ... في مَساماتِ التّعافِي
واقِعٌ عِشْقًا بِكُلٍّ ... وَجدُهُ دونَ انْتِصافِ
أَخْبِرِ الأشواقَ عنّي ... كيفَ عانتْ في مَنافِي
هَلْ أمانيها تَخَلّتْ ... عَنْ هواها للقوافِي؟
صوتُ همسي اِقتدارٌ ... فاعِلٌ حُرٌّ و كافِ
شِئْتُهُ يبقى دَوِيًّا ... فاعِلًا دونَ ارْتِجَافِ
أُنْظُرِ الأشياءَ تَحكي ... عَنْ معانيها اللّطافِ
كيف ظلّتْ في ضميري ... لمْ تَعِشْ أيَّ انعطافِ
قَلّما بالشِّعرِ نَهْجٌ ... مثلَ نَهْجي باعتِرافِ
جاءهُ النُّقّادُ يومًا ... فَاسْتَطابُوا اِحتِرافِي
ما أنا عَمّا يَدورُ ... في رِحابِ الكونِ غافِي.