عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 08-03-2021, 08:44 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,743
افتراضي

أكلة (الپوخِينِهْ)
بقلم/ فؤاد زاديكى
تُعتبر الپوخينِهْواحدةً من الأكلات المميّزة و الفريدة من نوعها، التي عُرفت لدينا منذ زمنٍ قديم, حيث كان أجدادنا في آزخ يقومون بعملها و من ثمّ انتقلت بعد ذلك مع الأجيال التي هاجرت من آزخ إلى ديريك و غيرها من مناطق الجزيرة السورية, بل في كل أنحاء العالم. لكونها تُعدّ مرة واحدة في السنة و في يوم محدّد, يرتبط هذا اليوم بصوم معروف لدينا باسم الصْمَيْمِيگِهْ، و ننطقه بلهجتنا الأزخينيّة على هذا النّحو (صَوم إْصْمَيْمِيگِهْ) و لهذه الأكلة خلطةٌ خاصّة لا تُشبهُ أيّة أكلةٍ أخرى من الأكلات الكثيرة المعروفة لدينا في ديريك. تأتي هذه الأكلة عقب الانتهاء من صوم (نينوى), الذي يكون في 18 شباط من كلّ عام في عيد مار الياس (خضر الياس) و هو يبدأ قبل الصيام الخمسيني الكبير بعشرين يوماً، و أمّا قصّة هذا الصوم (صوم نينوى و الذي يكون لثلاثة أيام انقطاع تام عن الطعام والشراب) فقد تسمّى بذلك نسبة إلى مدينة (نينوى) عاصمة الآشوريين حيث صامت هذه المدينة لمدّة ثلاثة أيام بعدما أنذرها يونان النبي ابن أمتّاي حين ازدادت شرورهم أيام ملكها تغلاثفلاسر، و ذلك حوالي عام 825 قبل الميلاد.
أمّا الموادّ الداخلة في صناعة و تحضير هذه الأكلة فهي سبعُ موادّ من الحبوب هي: القمح (و هي تكون بنسبة نصف الكمّيّة الإجماليّة للأكلة)، الذّرة، الحمّص، السمسم، بزر البطيخ العادي (أو بزر الجبش)، الشعير و بزر دوّار الشمس، حيث يتمّ تحميص و قلي كلّ نوع من هذه الأنواع على حدىً فوق نار هادئة باستعمال الماء أو الزيت تُقْلَب أثناء قليها بشكل متواصل كي لا تحترق إلى أن يَحْمرّ لونُها بعضَ الشيء، و يتمّ طحن هذه الحبوب بعد الانتهاء من عملية القلي و من ثمّ تُخْلَط مع بعضها البعض بشكلٍ جيّد, حتى تتحوّل لمسحوق يُشبه البرغل المطحون (الناعم) و بعد ذلك تأتي المرحلة التالية لهذه العملية و هي تكون بإضافة الماء للمسحوق بحسب كميّة الحبوب كي يتناسبا معًا فلا يكون الماء قليلًا و لا كثيرًا. بعد ذلك تتمّ عملية تحلية المزيج بالدّبس أو بالماء و السّكر حسب الرغبة حيث يوضع الماء بوعاء و يتمّ غليُه بشكلٍ جيّد، و من ثمّ يُضاف إليه المسحوق مع الدبس أو الماء المحلّى (المُذاب فيه) بالسكر, و يُرفع عن النّار، و يبقى المزيج الناتج عن العمليّة بحدود ساعة زمنيّة من الوقت في الوعاء ليأخذ شكل العجين المائل لونه للبنيّ الغامق، و يُقَطّع إلى دوائر و توزّع على بيوت الحي، و بعضهم يُفضل تَرك (الپوخينِهْ) ليّنةً بعض الشيء.

__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس