اِعْتَنَقْتُ الحُبَّ[1] دِيْنًا في حَياتِي ... إنَّهُ مَعْنَى وُجُودٍ في نَوَاتِي[2] لا تَلُمْ نَظْمِي ولا إنْشَاءَ فِكْرِي ... إذْ هُوَ المَطلوبُ مِنَّي بِالحَيَاةِ
ربُّ هذا الكونِ أوصَانَا بِهَذا ... قالَ عنهُ: خَيرُ اِسمٍ والصِّفَاتِ
إنَّهُ روحُ التَّجَلِّي مِنْهُ فِيْنَا ... روحُ ربِّ[3] النّاسِ والدُّنيا بِذَاتِ فَاعْتِناقِي مَبدأَ الإنسانِ يَعْنِي ... أنّني بِالحُبِّ أحْيَا في ثَبَاتِ
مَبدأٌ صافٍ نظيفٌ ليسَ فيهِ ... أيُّ عيبٍ أو قُصُورٍ[4] أو أَذَاةِ[5] في رِحَابِ الحُبِّ مُرتاحونَ فِكْرًا ... لا خِلافاتٌ تُؤَدّي لِانْفِلاتِ[6] نَحْوَ ما لا يُرْتَجَى أو ما مُخِيْفٌ ... إنّهُ مَسْعَى نَجَاةٍ في أَنَاةِ
لا أرى عَيْبًا متى أعْلَنْتُ دِينِي ... إنَّهُ الدِّينُ, الذي يَعْنِي حَيَاتِي
دونَ فَهْمِ الحُبِّ, دونَ العَيشِ فيهِ ... لنْ نَرَى مَجْدًا سَماويًّا بِآتِ
اِعْتَنَقْنَا الكُرْهَ دِيْنَا, فَانْتَحَرْنَا ... وَاعْتَمَدْنَا الظُّلْمَ في فِعْلِ الطُّغَاةِ
وَانْتَهَجْنَا دَرْبَنَا في ظِلِّ سَيفٍ ... وَاْجْتَهَدْنَا في فُتُوحٍ كَالغُزَاةِ
وَاخْتَمَرْنَا نَشْوةً في نَهْجِ فِسْقٍ[7] ... عِشْنَا رِجْسًا[8] مثلَ أوغادِ زُنَاةِ لم يَكُنْ لِلحُبِّ في هذا وجودٌ ... لَوْ عَرَفْنَاهُ[9] لَصِرْنَا لِلّنّجاةِ لا يُعَابُ الحُبُّ, فالحُبُّ انتصارٌ ... دونَهُ الخُسْرانُ[10], نَهْجُ المُوبِقَاتِ[11] لَيْتَنَا أدْرَكْنَا أنّ الرّبَّ حُبٌ ... ليسَ في قَولٍ ولكنْ في تُقَاةِ[12] بِاعْتِمادِ الحُبِّ مِنْهاجًا ونَهْجًا ... ذِلِكُمْ يُلْغْي مَسَارَ السَّيِّئاتِ
خالِدًا بِالرّوحِ يَبْقى كلُّ شَخْصٍ ... في ظِلالِ الحُبِّ عندَ الطَّيِّباتِ.
[2] - النَّوَاة: جسم كثيف مُدوَّر غالبًا، مُحاط بغشاء، ويوجد في سيتوبلازم معظم الخلايا النباتيّة والحيوانيّة
[3] - روحُ الرّبّ: الله محبّة
[4] - قُصور الشيء: ضَعفُه وخلله.
[6] - اِنفِلات الأمْرِ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ: خُروجُهُ، تَمَلُّصُّهُ مِنْ تَحْتِ سَيْطَرَتِهِ
[8] - الرِّجس: الحرام. اللعنة. الكفر
[9] - لو عَرَفناه: بمعنى لو عملنا بمضمون الحبّ والذي هو المحبّة لَما تعثّرنا في السّبيل
[10] - الخُسران: الخسارة. التّلف. الهلاك
[11] - المُوبِقات: الكبائر من المعاصي والذُّنوب المُهْلكات
[12] - التُّقاة: الخشيةُ والخوفُ. والجمع : تُقًى.