كلّما فتّشتُ في قلبي
كلّما فتّشتُ في قلبي أرى عينيكَ تغفو
يا جميلَ القدّ يا أحلامَ عشقٍ ظلّ يهفو
كلّما آثرتُ أن أهذي لدنيا الحبّ كان
طيّبٌ أرخى له الإغفاءَ والإشراقَ طرفُ!
لم أجدْ غير الضياء الطّلق فيك دون شكٍّ
في محيط الكون والأشواق من عينيكَ يصفو!
كلّما استنبطتُ من أفكاري أسراراً تهادتْ
هادني شوقٌ وأرسى المعنى من دنياكَ حرفُ!
كلّما أدركتُ أنّ الدربَ يمشي صوبَ عشقي
لا أحسّ الهمّ لا الأحزانَ تلقى أستخفُّ
بالذي فيها من الأوجاع لستُ في خيارٍ
من أمور القلب إذ في القلبِ والأعماقِ نزفُ!
أبحرُ في العشق حين العشق يأتي القلبَ أمراً
في جنونٍ واثقٍ فيه من الأطيابِ عُرفُ!
في خيالٍ من رجاءْ الماضي لا يغتالُ سرّي
يملأ الوجدُ اعتمالَ الرّوح والأوتارُ عزفُ
منكَ يغريني القصيدُ الحرّ أنغاماً فيشدو
كلّ ثغرٍ من ثغور الكونِ لا يحدوه وقفُ!
عندما أدنو إلى دنياك والإيمانُ طلقٌ
في إله الحبّ لا شكٌّ به لا الإثمُ يطفو
أدركُ ذاتي وذات الحبّ لا أنأى بعيداً
عن صوابٍ بانتقاءِ الحلمِ لا أسعى ألفُّ!
هذه أنتِ وأنتِ كلّ هذا يا حياتي
من جمالِ الكون والإسعادِ في خلقٍ يعفُّ!
حينما أشقى وحين اليأس يقضي بارتباكٍ
لا أرى في روحكِ المعطاء ينبوعاً يجفُّ
في خروق الحزن أوجاعٌ لصدري واعتمالٌ
أمرك بالحكم لا ينساق ظلماً فهو عطفُ.
تشرقُ شمسُ الأماني في بهاءٍ من طلوعٍ
كلّما أودى بضعفِ الوهم من أوهامي ضعفُ!
كلّما حزنُ الليالي جاء فيضاً من أذاه
غرّق الأنفاسَ من لُقياك بالإنعاشِ لطفُ!
ما احتضنتُ منك ذاك القدّ يوماً مستلذّاً
إلاّ وانهال الرضا من وحي لقياك يلفُّ
عالمي شوقاً ووجداً واندفاعاً ليس إلاّ
عينك الحبلى بكلّ العشق تهوى لا ترفُّ!