عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-08-2008, 07:36 AM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke غير متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,934
افتراضي

اقتباس:
واقع الكنيسة السريانية الأرثوذكسية اليوم ليس بالتأكيد بالصورة السلبية التي يحاول البعض الترويج لها لكنه بنفس الوقت لايرتقي لمستوى الطموح والآمال ولابد ومن منطلق الغيرة والحرص أن تتضافر الجهود وتتفاعل الرؤى والأفكار من أجل أن تلعب الكنيسة هذا الصرح الديني والاجتماعي دورها بفاعلية وريادة بما ينسجم وروح العصر وطبيعة المرحلة الحالية والمستقبلية .
الغالي فادي
لقد وضعت الإصبع على الجرح المزمن. ليس من شك بأن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية عانت الكثير من الصعوبات و من الاضطهاد و من الضغوطات الكثيرة لكن جميع هذه الأسباب كانت تأتي من الخارج و هذا ما كان يزيد الكنيسة قوة و إصرارا على التحدي و الاستمرارية و يعطيها قوة أكثر لأنها كانت تدرك أسباب هذه الأخطار و مرامي أصحابها. لكن و اليوم يبدو أن خطورة الأمر تأتي من الداخل إذ نلاحظ تذمرا شديدا بين مثقفي هذه الكنيسة الذين لا يؤخذ بآرائهم و لا أقوالهم و اقتراحاتهم كما أن هناك شخصيات روحية و على مستوى كبير من المسؤولية غير مسؤولين و هم يؤذون الكنيسة سواء بقصد أو بغير قصد مما تسبب في الكثير من المشاكل في أبرشيات عدة.
بالطبع لدي شخصيا وجهة نظر في أسباب هذه المشاكل و في طريقة الخروج منها كوني شخصا تهمه مصلحة كنيسته و يتألم عندما يرى كل هذه الأمور تجري دون أن يتم السعي لاحتوائها و حلها و كأن شيئا لم يكن أو تركها لأمور الزمن مما سوف يجعلها تستفحل و تغدو أكثر خطورة. نحتاج إلى جرأة و شجاعة و إلى قرارات حازمة دون الالفتات إلى الأشخاص فالأهم هي الكنيسة و الأشخاص أيا كانوا هم خدّام الكنيسة و الشعب و ليس العكس.
أعتقد أن أول خطوة يمكن القيام بها هو أن يعتزل غبطة بطريركنا منصبه (لأنه لم يعد عمليا قادرا على إدارة دفة الكنيسة و قيامه بهذا العمل يكون إنما ومن الجهة المعنوية فقط متمنين له كل الصحة و العافية) ليقوم بتولي شؤون الكنيسة شخصية شابة تستطيع الحركة و العمل الفعال فغبطة بطريركنا على الرغم من عدم مقدرته على الحركة و السير و لا حتى التعبير و الكلام كما يجب يظلّ متمسكاً بالكرسي. أنظر إلى ما يجري من تحضير لخليفة البابا شنودة فكل شيء يكاد يكون جاهزاً و لن يستغرق إشغار المنصب زمنا و لا جهداً. لا أعتقد أن كنيستنا لديها الجرأة في التفكير في مثل هذا الأمر و أتمنى من كل قلبي أن يكون السنودس السرياني قد عيّن خليفة لغبطته كي لا تتخبط الكنيسة بعده و تتعثر و تظهر تنافسات بين هذا و ذاك. أقول هذا من قلب محب و متألم و أشكر لك هذه المقالة الجميلة و الغنية بالأفكار الجليلة و بالعرض التاريخي الشيّق و ننتظر تكملة المقال الذي أخذنا معه إلى عالم نأمل أن يكون فيه كل الخير لكنيستنا الحبيبة.
__________________
fouad.hanna@online.de

رد مع اقتباس