عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-06-2019, 12:30 PM
الصورة الرمزية fouadzadieke
fouadzadieke fouadzadieke متواجد حالياً
Administrator
 
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 45,567
افتراضي استخدامات الفعل الأزخيني (سِمِعْ) بقلم/ فؤاد زاديكى القسم الثاني

استخدامات الفعل الأزخيني (سِمِعْ)

بقلم/ فؤاد زاديكى


القسم الثاني

تِسْمَعْ واِلّا ما تِسْمَعْ مِتِلْ بَعْضَا عِندي: لا يهمّني البتة إنْ أنت حاولتَ أن تسمع أو لا تُريد سماعَ ما أُريدُ قوله لك, فهو أمرٌ يخصّك ويهمّك أيضًا وإذا حاولت الاستماع لما أقوله لك فربّما يكون لك خيرٌ بذاك وفائدة وليس ضررٌ, لذا لن أصرّ أكثر على موقفي في ضرورة أن تستمع لما أقوله لك فهذا شأنك.

تِتِسْمَعْ واِلّا مو تِسْمَعْ؟: كلام فيه بعض التهديد والوعيد والإنذار. كمن يقول أنت مُجبَرٌ على الاستماع لما سأقوله لك, بل و إطاعة ذلك وفي حال امتناعك عن ذلك فإنّ عقابًا شديدًا ينتظرُك و نتيجةً غير طيّبة واقفة على الباب, فلا يجب أن تمتنع بل أن تنصاع للأمر و تقبل به. عليك أن تسمع ما سأقوله لك سواءً برغبتك أو بدونها.

تِتِسْمَعْ؟: هل لديك استعداد لأنْ تسمع إلى ما أُريدُ قولَه لك؟ فإذا كان كذلك وكانت لديك نيّةٌ ورغبة بالاستماع فإنّي لن أتردّد في قول مار يجب قولُه, و المعنى المُراد منه هو السؤال ما إذا كان لدى هذا الشخص المقصود نيّةٌ في تحقيق المطلوب.

كَرْتلَخْ سِمِعتْ عَلَيو؟: هل وقعت مرّة أخرى في حبائله بغلطة الاستماع لِما قاله هذا الرجل وعَمِلْتَ بهِ؟ فأنت تعرف جيّدًا ومن خلال ما سبق لك من تجربة مع هذا الشّخص بأنّه شخص لا يُريد لك الخير بل يضمر لك الشرّ وهو يقودك إلى ما فيه الخطر والنتائج غير المحمودة. أنت بهذا تُكرِّرُ الخطأ السابق ولم تتعلّم منه بحيث تقوم بتنفيذ ما يقوله هذا الرجل بتحقيق مساعيه التي لا تعود عليك بايّ صالحٍ أو خير, فأنت بفعلك هذا تتسبّبُ بمشاكل لذاتك أنت في غنىً عنها, وتعرّض نفسك لمواقف لا تُحسَدُ عليها قد تؤذيك أو تُسيءُ لسمعتك وموقفك.

سِمِعتْ؟: هل تسمع لِما يرويه فلان أو يتحدث عنه؟ لقد حذَرتُك من هذا الشخص كثيرًا ولمرّات عديدة قائلًا لك إنّ معاشرة هذا الشخص غير نافعة فهو يتسبّب لك بمتاعب ومشاكل كثيرة (يوقّعك فِتَشاقِلْ) لهذا أريد منك أن تسمع جيّدًا لِما سأقوله لك الآن: إنّ هذا الشخص رجل شرّيرٌ لا يُؤمَن لهُ ولا يُؤتمن عليه, فحاولْ قدرَ إمكانك الابتعاد عنه مُتَّقيًا شرّه ومُتَجَنِّبًا أذاه, فالناس تتحدث عنه بالسوء وإنّي أقصد من نُصحي هذا لك ومن باب المحبة و الحرص على سلامتك أن تبتعد عنه ولا تقع في حبائله حيث ستجني ندمًا ومرارةً وتندم في وقت لن ينفع النّدم, ولاتَ ساعةَ مندمٍ.

سِمِعْتُو عَلَيو: إنّ الشّخص الذي تتحدّثون عنه وعن مناقبه وفضائله و طيبه سبق وأن سمعتُ عنه الشيء الكثير من هذا القبيل فهو رجل مشهور بما يُروى عنه ونقول أيضًا: سِمِعْتُو فِيو.

اِسْمَعْ مِنّي ولا تروح: اِسْمَعْ نصيحتي التي أريد قولها لك واعمل بها. لا تذهب إلى المكان الذي تريد الذهاب إليه, أو تقصد الأمر موضوع الحديث فقد يكون في ذهابك إلى هناك ندمًا وخسارةً, وحتّى لو ذهبتَ إلى هناك فإنّك لن تتوفّق في ذهابك هذا فالأمر حافل بالمخاطر والمصاعب, يكتنفه الغموض والمجهول الذي من المُنتظّر أن يكون حامِلًا لك الشرّ والعذاب والمتاعب. إنّها دعوة صريحة في طلبي هذا منك بألّا تذهب إلى هناك لأنّك ستندم وتُصاب بالإحباط جرّاء الفشل.

كاسِمِعْتو مِنّك (عَلَيك) ما كَيسير (كا تيسيرْ) گِيا مَعي: معنى (كا) لو. (ما كَيسير) لم يكن وقع ما وقع لي. (گِيا) هكذا, مثل هذا. لقد كنتَ مُحِقًّا في ما ذهبتَ إليه بتحذيرك إيّاي من مغبّة الاستماع إلى هذا الشخص والاقتناع بآرائه والعمل بها, فهي جلبت عليّ المشاكل والهموم. ولا يشمل جانب التحذير الكلامي فحسب هنا بل كذلك القيام بأمر حُذِّرَ من القيام به وهذا إقرارٌ واعترافٌ من القائل بخطأ ارتكبه عاد عليه بضررٍ أو جلبَ على رأسه مصيبةً, وهو يؤكّد من خلال قوله هذا بأنّه لو فعل الذي قيل له بخصوص هذا الرجل وتجنّب ما حُذِّرَ منه لَما حصل معه ما حصل.

كااسْتَمَعْتُو عَلَيو, كاتيخْرَبْ بيتي: إنّني أحمد الله على أنّني لم أعمل بنصيحته أو بقوله, ولم أستمع لإرشاده ونصحه, بل عملتُ بما رأيتُه صحيحًا ومعقولًا, وبالذي اقتنعت بأنّه الأصحّ والأسلم وما يمكن أن يعود عليّ بالفائدة وبالنفع وهذا ما حصل تمامًا فلو عملتُ بما قاله لي هذا الرجل وبما نصحني به فإنّ ذلك كان سيُودي بحياتي أو على الأقلّ كان سيُصيبني بمكروه عظيم وبخسارة فادحة فهي كانت نصيحة الرّاغب بالسوء والسّاعي إلى هلاك الآخرين وخراب بيوتهم.

يتبع القسم الثالث
__________________
fouad.hanna@online.de


التعديل الأخير تم بواسطة fouadzadieke ; 12-06-2019 الساعة 12:33 PM
رد مع اقتباس