بلدي!
بلدي أحبّك نجمةً دون الورى
يرنو إليها الكونُ والأشياءُ
بلدي أريدك عزّةً لا تنحني
للذلّ ليس تحدّها الأسماءُ
بلدي أحسّك نخلةَ في برجها
يسعى إليها الناسُ والأحياءُ!
في كلّ صمتٍ همسك المتناسق
منه الهديلُ تعيده الأصداءُ
في كلِّ وجدٍ جمرةٌ من ثورةٍ
تسعى إلى إرضائها العلياءُ
بلدي الحياةُ بعينها وأصولها
ليس لروح صفائه إعياءُ!
كم قد سلكتُ الدربَ أنحو نحوه
فوق السّحاب يشدّني الإغراءُ!
كم قد رسمتُ الوجه طفلا حالماً
عبث بسحر الخلق منه رجاءُ!
كم قد جمعتُ الخير من أركانه
تسخو به الأنسامُ والأفياءُ!
غذّته من ينبوع روحي نشوةٌ
فتعانقَ العشّاقُ والأضواءُ!
بلدي شهدتُك عفّةً مُخضرّةً
ذابتْ على محرابها الأنواءُ
عندي جنونُ العشق غيرُ محرّمٍ
من أجل عينكَ والجنونُ بقاءُ
أبدعتَ في دفقِ المكارمِ زهرةَ
فاحتْ بعطرِ الروحِ لا إبطاءُ
بلدي أجلّك عابداً في هيكلٍ
من قدسكَ الميمونِ لا أستاءُ
بلدي رسالةُ عاشقٍ معزوفةٌ
لحناً يباركُ عزفَهُ الإصغاءُ!