شُغْلُ الحَدِيقةِ رَغْمَ الجَهدِ يَدفَعُنِي ... مِنْهُ التَّشَوُّقُ والإغْرَاءُ لِلْعَمَلِ
فَهْوَ المُسَلِّي لِمَا يُعْطِيْهِ مِنْ شَغَفٍ ... فالوقتُ يَمْضِي بِمَا فِيهِ عَلى عَجَلِ
بَعْضُ اهْتِمامٍ, وبَعْضُ الجِدِّ يُكْسِبُنِي ... روحَ اجتِهادٍ, فلا أنْحُو إلى كَسَلِ
مِنْهَا عَطَاءٌ غَنِيٌّ في مَوارِدِهِ ... طَعْمٌ لَذيذٌ بِلا حَقْنٍ, بِلا عَطَلِ
أسْقِي جُذُورًا, وأبْقَى حارِسًا حَذِرًا ... أرعَى شُؤونَهَا في حُبٍّ ولمْ أَزَلِ
إنّ الحديقةَ في حَوْشي لها أثَرٌ ... في نَفْسِ أهلِي وأولادِي بِلَا جَدَلِ
مَا أنْ تَرَاني غَيُورًا في مُتابَعَةٍ ... لا خَوفَ عِندي مِنَ الأوساخِ والبَلَلِ
حتّى تُبارِكَ إنجازاتِ ما زرعتْ ... أيدٍ وروحٍ وكلٌّ كانَ بالأمَلِ
في كُلِّ رُكْنٍ مِنَ الأرْكانِ واقِعةٌ ... تَحكِي حِكايةَ إنْجازٍ بِلا كَلَلِ
هذا (خِيَارٌ) وذا (كُوسَا) بجانِبِهِ ... و(الفُلفلُ الأخضَرُ) المعروفُ كالعَسَلِ
غَيرٌ وغيرٌ مِنَ الأنواعِ شاهِدَةٌ ... تُعطِي جمالًا بَديعًا تَاهَ في خَجَلِ
في أشْهُرِ الصّيفِ بابُ الخيرِ مُنْفَتِحٌ ... إنّي لذلكَ بِالمَجْهُودِ كالبَطَلِ.