معاناةُ العرب
شعر: فؤاد زاديكه
نُعاني منذُ أجيالٍ
و أجيالٍ و أجيالِ
مِنَ المُستنقَعِ الموروثِ
مغموراً بأوحالِ
فلا نسعى لتعديلٍ
و لا تبديلِ أحوالِ
و لا إصلاحِ ما فينا
مِنَ الفوضى و أعطالِ
ليبقى واقعُ الأحوالِ
في مشروعِ أهوالِ.
نعاني. إنّنا ندري
بهذا الوضعِ، يا خالي
و لكنّ الذي يجري
خضوعٌ جِدُّ قَتّالِ
بنا جهلٌ، بنا فقرٌ
بِنا استعجالُ آجالِ
بإرهابٍ و ترهيبٍ
و تَكفيرٍ لأفعالِ
بنا آثامُ أحقادٍ
بتَوصيفاتِ أمثالِ
و تَعريفاتِ أوصافٍ
و كُلٌّ فارغٌ خالي
نرى فخراً و إعجازاً
بهذا المنطقِ البالي
كأنَّ الغيرَ بالأدنى
و نحن الكوكبُ العالي
رخيصٌ قَدرُهم، أمّا
فنحنُ الأثمنُ الغالي!
بهذا المنطقِ الواهي
و هذا الفكرِ و الحالِ
نُغطّي عيبَنا، عيباً
جديداً، ليس بالبالِ
يظلُّ المظهرُ البرّاقُ
مسعانا بأشكالِ
و يبقى الجوهرُ المضمونُ
في أدراجِ أقوالِ
فهلْ مِنْ مُنقذٍ، يأتي
بِحَلٍّ دونَ إشكالِ؟